لم تتوقف الجامعات التركيّة عن تقديم المساعدة للطلبة السوريين منذ أن بدأت تتوافد العائلات السوريّة نحو مدن تركيّا، حتّى اليوم هناك آلاف الطلبة الذين انقطعوا عن دراستهم سواء بالمرحلة الجامعيّة أو الأساسيّة.
لكن في المقابل واجه الطلّاب العديد من المشاكل لعلّ أبسطها كان تعديل الشهادة لدى مدير التربية التركيّة، ورغم الصعوبات التي تفرضها شروط التقدّم لبعض الجامعات إلّا أنّ هنالك عدد من الطلّاب السوريين تمّ قبولهم بهذه الجامعات. حيث قامت بعض الجامعات التركيّة خلال العشرة أيّام الماضية بافتتاح باب التقديم للطلبة المستجدّين والمنقطعين عن دراستهم في جامعاتهم بسوريا سابقاً.
جامعة إينونو في مدينة ملاطية وجامعة أديمان في مدينة أديمان وجامعة قونيا وأخيراً جامعتا سرت بمدينة سرت وجامعة أرابكان بقونيا. الجامعات السابقة الذكر كان لكلّ منّها شروط كانت قد وضعتها، ففي جامعات "إينونو وأديمان وقونيا وسيرت" كان عمداء هذه الجامعات قد قرروا ملئ الشواغر التي بقيت في الجامعة بعد انتهاء مواعيد التقدّم للمفاضلة، وفيما يخصّ مواعيد التسجيل فهي الآن مفتوحة إلى حين قدوم عيد الأضحى المبارك.
أمّا في جامعة أرابكان فقد أعلنت وزارة التربية التابعة للحكومة المؤقّتة السورية للطلّاب المنقطعين عن دراستهم بتقديم أوراقهم إلى الوزارة أو عن طريق عنوان البريد الالكتروني الخاص بهم. لكن ضمن الشروط التي تمّ وضعها هو الحصول على كشف علامات لتأكيد السنة الدراسيّة التي وصل إليها الطالب الجامعي بسوريا.
وتحتوي هذه الجامعات فروعاً متعدّدة مثل كليات الطب البشري والصيدلة وكلية الطيران وعلم الفضاء والهندسة بمختلف اختصاصاتها بالإضافة للمعاهد التعليميّة والمهنيّة، في حين افتتحت جامعة أديمان الباب لمن يودّ التسجيل لدرجة الماجستير ضمن الاختصاصات الموجودة في الجامعة.
في المقابل لم تختفي الصعوبات بوجه الطلبة السوريين حيث بدأت تفاصيل التسجيل تفرض عليهم أموراً ومشاكل عديدة تتعلّق بموضوع تأمين الأوراق المطلوبة للتسجيل.
يوسف أحد الطلبة الذين نجحوا في امتحانات التي أشرف عليها مديرية التربية بحلب التابعة للائتلاف وبعد ذلك حاول خلال سنة أن يعدّل شهادته لدى مديريات التربية التركيّة ولكن لم تكتمل الأمور معه. يقول يوسف "ذهبت إلى مديرية التربية بأنطاكيا وفي عنتاب وفي مرسين وفي أنقرا ولم تقبل أيّ مديريّة أن تعدّل شهادتي مدّعين أنّها مزوّرة!".
أمّا الطالب علي فكان يدرس في كلية الحقوق بجامعة حلب بالسنة الثالث يقول لأخبار الآن "ليس بإمكاني أن أحصل على كشف علامات يؤكّد أنني فعلاً بالسنة الدراسيّة الثالثة وبدورهم في وزارة التربية كأنّهم لا يعلمون أنّ مثل هذا الشرط يمنع جميع الطلبة المنقطعين عن الدراسة من التقدّم" ويضيف "طبيعة كشف العلامات في العديد من الاختصاصات بجامعات سوريا لا يعطون فيها كشف علامات إلّا بعد التخرّج فكيف سنحصل على هذه الوثيقة!".
الجدير بالذكر أنّه هنالك آلاف الطلبة الذين توقّفوا عن دراستهم وانشغلوا اليوم بأمور حياتهم اليوميّة وتأمين العمل الذي يضمن لهم على الأقل ثمن الخبز لإعالة أهاليهم.