أنهت فصائل من الجيش الحر والكتائب الإسلامية حصاراً عسكريّا امتدّ منذ رمضان الماضي لتنظيم " داعش " في الحجر الأسود، وذلك بعد معارك عنيفة كانت شرارتها الهجوم المفاجئ للتنظيم على مقرات الجبهة الإسلامية والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام في بلدة يلدا قبل أشهر وأسر قادة الجبهة والأجناد مع عشرات العناصر ومقتل وجرح آخرين منهم.
وجاء في التفاصيل التي وردتنا من مصدر عسكري أن التشكيلات المشاركة في قتال داعش قررت الكفّ عن القتال بسبب ضربات التحالف لمقرات التنظيم، ومغادرة حي الحجر الأسود باستثناء الفصائل العاملة على أرضه قبل المعركة، على أن يكف التنظيم عن قتال جميع التشكيلات، وفي حال لم يلتزم بذلك يتوجب على جميع الفصائل أن تشارك في الحرب حسبما صرّح المصدر ذاته.
فيما ناقض كلام ناشط ميداني في جنوب دمشق ذلك الرأي قائلاً إن الخذلان والتشرذم الذي تعيشه الفصائل العسكرية التي تقاتل داعش كان السبب وراء الانسحاب، حيث ذكر أن عدّة مجموعات من كتائب معينة كانت قد انسحبت دون اتفاق مسبق مع بقية الفصائل ما أدى لخلل على الجبهة ضد داعش ما اضطر الآخرين للانسحاب أيضاً بحجّة الضربات الجوية وتجميل الأمر على أنه اتفاق مصالحة بين الحر والكتائب الإسلامية من جهة وداعش من الأخرى.
ويأتي انسحاب هذه الفصائل بعدما أعلنت دول غربية وعربية بدء عمل عسكري واسع ضد تنظيم داعش الذي يسيطر على مساحة جغرافية واسعة في العراق وسوريا.