قالت مصادر عشائر وشهود عيان ان مقاتلي تنظيم داعش يغيرون أساليبهم في مواجهة الضربات الجوية الامريكية في شمال العراق ويتجنبون التحرك في قوافل ويستخدمون بدلا منها الدراجات النارية ويضعون راياتهم السوداء على منازل المدنيين.
وتحدثت المصادر عن تقليل نقاط التفتيش التي يحرسها متشددو التنظيم مع الحد من استخدام الهواتف المحمولة منذ تكثيف الضربات الجوية وتعهد مزيد من الحلفاء بالانضمام الى الحملة التي تقودها الولايات المتحدة والتي بدأت في اغسطس اب قائلين ان المتشددين عمدوا إلى الانتشار للحد من الخسائر.
وقال شيخ عشيرة من قرية جنوبي كركوك لوكالة رويترز ان عناصر التنظيم "تخلوا عن واحد من أكبر مقارهم في القرية" عندما سمعوا ان حملة الضربات الجوية ستستهدف منطقتهم.
وتابع شيخ العشيرة الذي طلب عدم نشر اسمه "أخذوا أمتعتهم ومركباتهم وأسلحتهم. ثم زرعوا قنابل على جوانب الطرق ودمروا المقر." وأضاف "هم لا يتحركون في قوافل عسكرية مثلما كان يحدث من قبل. بدلا من ذلك يستخدمون الدراجات النارية واذا لزم الامر يستخدمون المركبات المموهة."
ولجأ المقاتلون الى نصب راياتهم السوداء على أسطح العديد من المنازل والمباني السكنية الخالية لاثارة الغموض بشأن مكان وجودهم الفعلي. وتمثل الاصابات في صفوف المدنيين مبعث قلق رئيسيا للطائرات الحربية الامريكية التي تنفذ طلعاتها في وادي نهر دجلة والصحراء الغربية العراقية بغية كسر قبضة الدولة الاسلامية على معظم الاجزاء السنية في العراق التي تبلغ مساحتها ثلث البلاد. كما شاركت فرنسا في الحملة الجوية.
وقالت مصادر عشائر ومخابرات محلية ان ضربة جوية يوم الخميس بالقرب من بلدة بشير التي تبعد 20 كيلومترا الى الجنوب من كركوك قتلت اثنين من كبار القادة المحليين لداعش بينما كانا يستقبلان مجموعة من المتشددين من سوريا والموصل. واستمرار القتال يجعل من المستحيل التحقق من هذه التقارير.
* عمليات الاعدام
وفي قرية اخرى بالقرب من الحويجة في شمال العراق قال مصدر ان المتشددين تجنبوا استخدام قوافل ضخمة من المركبات التي ينصب عليها مدافع رشاشة كما لاحظ المصدر تفضيلهم للدراجات النارية. واجتاح مقاتلو داعش الذين سيطروا على معظم محافظات النفط والزراعة في شرق سوريا منذ أكثر من عام المناطق السنية الرئسية في شمال العراق في منتصف يونيو حزيران بما فيها الموصل وتكريت وأصبحوا على بعد أقل من 160 كيلومترا من العاصمة بغداد.
لكن تحركاتهم في الاونة الاخيرة توحي بأنهم قلقون من الضربات الجوية التي يدعمها على الارض جيش عراقي ضعيف وقوة البشمركة الكردية.
وقال الشيخ أنور العاصي العبيدي وهو زعيم عشيرة في كركوك وفي أنحاء العراق لرويترز ان مقاتلي داعش يقومون بإعدام الناس وكأنها شربة ماء مشيرا إلى أن الضربات الجوية مكثفة للغاية وقلصت قدرة المقاتلين.
وقال العبيدي الذي انتقل الى كردستان هذا الصيف بعد ان فجر مقاتلو داعش منزله ان الناس تريد التخلص من عناصر التنظيم لانهم يخشون قصف منازلهم.
ونزل مقاتلو التنظيم الى المخابىء في معقلهم الرئيسي في سوريا منذ ان سمح الرئيس الامريكي باراك اوباما بتنفيذ ضربات جوية ضدهم في وقت سابق هذا الاسبوع.
وفي محافظة ديالى بشرق العراق قال شاهد عيان ان الضربات الجوية أجبرت المقاتلين على خفض عدد نقاط التفتيش التي تفحص أوراق الهوية بحثا عن الاشخاص الذين يعتبرونهم "كفارا" وهم الشيعة والشرطة وجنود الجيش.
وقال شاهد العيان "قاموا بزيادة عدد المقار وبدلا من اثنين لديهم الان 20 بكل منها ثلاثة الى أربعة أشخاص." وقال شاهد عيان في جلولاء بمحافظة ديالى ان المتشددين قلصوا عددهم على الجبهة ولا يواجهون قوات الجيش بأعداد كبيرة.
وفي تكريت قال عقيد الشرطة حسن الجبوري ان المتشددين سحبوا نقاط التفتيش من الطرق الرئيسية في المدينة الى الشوارع الجانبية. وقال الجبوري لرويترز ان معلومات المخابرات المتوفرة تشير إلى ان مقاتلي التنظيم غيروا جميع هواتفهم المحمولة ودائما ما تكون مغلقة ما لم يكونوا في حاجة لاستخدامها.
وفي أوضح مؤشر على ان المقاتلين يشعرون بالقلق من القصف الجوي بدأ أفراد التنظيم حفر خنادق في أفنية المباني السكنية والاختباء فيها.