أخبار آلان | جينيف – سويسرا – (هاني الملاذي)
ناشدت نورا الأمير نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري دول حقوق الإنسان المجتمعة لبحث أوضاع الطفولة في سوريا، كما دعت إلى ضرورة التحرّك الفوري لدول العالم لإنقاذ الطفل السوري من يد ما وصفته بـ"الصائل الكيماوي"، وجاء ذلك خلال اجتماعات الدورة الـ27 لمجلس حقوق الإنسان المنعقدة حالياً في جنيف.
وناشدت الأمير في العالم بالقول:" في كافة مدن العالم يخيفون الأطفال بالأشباح، لكن في بلدي فقط؛ يخيفونهم بالشرطة والحكومة!.
وفي وفد ضمّ هشام مروة رئيس اللجنة القانونية ونورا الأمير التي ترأست الوفد وبدأت كلمتها بالقول: " أتيتكم من سوريا حمزة الخطيب، سوريا الضحيّة، سوريا التي عجزت عن انصافها كلّ دساتير العالم ومواثيق حقوق الإنسان. بلدي التي محى الطغاة من أزقتها ملامح الطفولة، ويتّمها ليجعل حدائقها دون ياسمين، وأرجوحتها مشنقة تتجندل عليها براءة الأطفال. أبي… أمي … حتى هذين المقدّسين اللذين لا يشعر الطفل بالأمان إلّا عندما تلامس حروفها أطراف شفتيه، منع إجرام الأسد طفل سورية من دندنتها كلّ صباح، ليس لذنب يذكر، سوى أنّ آباءهم تجمهروا لانتزاع الحرية وبناء دولة العدالة والقانون".
أضافت الأمير في كلمة ألقتها أمام ممثلي دول العالم في جنيف" أتكلم اليوم متجردة من كافة الألقاب السياسية، لأقول لكم باسم الطفل السوري، الذي لوث الأسد وجهه بالدماء والكيماوي بدلاً من الشوكلاتة: قفوا فإنّكم مسؤولون، وإن مصداقيتكم جميعاً على المحك الإنساني. والتاريخ يكتب، ولن يرحم أحدا قط". وقالت:" ألم يأن لتلك الدول الداعمة لقاتل الأطفال؛ أن تنظر ولو حتى للحظة واحدة بأعين الطفل السوري، ألم يأن لها أن توقف آلة القتل الأسدية التي مازالت توغل بدماء براعم سورية. ألم يأن لكم أيها المنظمات الإنسانية والقانونية والدولية أن تضعوا حدّا لتلك الخطوات الحمقاء الصائلة".
أردفت الأمير أيضا" باسم ما يقارب 17 ألف طفل قتلوا ببراميل الأسد الحاقدة وسلاحه الكيماويي الأرعن، باسم 3 ملايين طفل حرمهم إجرام الأسد من متابعة تعليمهم كباقي الأطفال في العالم، باسم المدارس والروضات التي هدمها الأسد فوق رؤس الأطفال، باسم الروضات والمدارس التي حولها الأسد إلى معتقلات، باسم حدائق الأطفال التي حولتها قطعان الأسد لثكنات عسكرية، باسم الضمير الإنساني وحمزة الخطيب والولد الذي حرمه الأسد من التلفظ. باسم أبيه أقول لكم: قفوا فإنكم مسؤولون، حق الله عليكم ماذا تنتظرون!؟.
أليس جون كينيدي الرئيس الأمريكي الأسبق هو من قال: أكثر رابط أساسي بيننا أننا جميعا نسكن هذا الكوكب وجميعنا نتنفس الهواء ذاته وجميعنا نفكر بمستقبل أطفالنا وجميعنا زائلون". لماذا لم يعد السياسيون اليوم يأبهون بهذه العبارات، أليس من الواجب على المنظمات المدنية والحقوقية من ممارسة حقهم المدني والضغط عليهم للعودة إلى السكة الصحيحة لمواثيق حقوق الإنسان.
ماذا لم يعد العالم قادرا على سماع نداء جون كيندي، ولماذا لم يعد العالم راضيا بأن تكون الطفولة هي الميثاق الذي يجمع كلمة الشعوب على اختلاف ألسنتهم وثقافتهم وديانتهم". هذا وأردفت الأمير" السادة والحضور الأكارم؛ أولوية أطفالنا اليوم ليست كأولويات أطفال سويسرا وأمريكا وباريس، فلا تكمن بنقص الألعاب والسكاكر والحلوى، ولكن بعدم توافر المدارس والتعليم والدواء، بعدم توافر المشافي ولقاحات الأطفال التي قطعها نظام الأسد عن المدن السورية المناهضة له، كوسيلة ضغط على أهالي سورية، ما أدى لغزو مرض شلل الأطفال المدن السورية من جديد، فالطفل الذي لم يستحكمه كيماوي الأسد، استحكمه حصاره اللاإنساني، الذي اتخذ منه رهينة حرب يسعى من خلالها لإرجاع الناس عن مطالبهم التي تجمهروا من أجلها".
تعريضا على ظاهرة تسليح الأطفال في سورية أفادت نائب الرئيس" في كلّ دول العالم يذهب الإنسان للجيش في سن 18 إلا في سورية، أصبح الأسد من خلال استهدافه للمداس وحصاره المطبق وقتله لاهالي الأطفال، يدفع بهم للتجنيد العسكري في بداية العقد الثاني من أعمارهم.
نّ الأسلوب الوحيد القادر على وقف عملية التجنيد العسكري للأطفال في الأماكن المستهدفة والممحاصرة من قبل نظام الأسد، لا يكون بالتنظير وبالمؤتمرات وعلى طاولات المقاهي، بل لا بد لمعالجته من خلال المنظمات الحقوقية والتعامل مع مفردات الواقع المسؤولة عن هذا النتاج في المجتمع السوري.
فإنّ محاربة الآفات الاجتماعية، لا يكون إلّا بمعالجة أساس المشكلة التي أنتجتها والتي عرضتها على مسامعكم الآن. عندما نريد أن نمنع تجنيد الأطفال فالطريق الصحيح لذلك هو عندما نمنع الأسد عن امطارهم ببراميله الكيماوية الحاقدة. فعندما نريد وضع حدّ لتجنيدهم العسكري، فإن ذلك لا يكون إلا عندما نؤمن لهذا الطفل قلما ودفترا ومقعدا يجلس عليه ليسمع درسه من معلميه".
وشكرت الأمير في نهاية كلمتها الأمم المتحدة لإتاحة الفرصة لأطفال سورية بإيصال صوتهم لما وصفتهم بـ"أصحاب الضمير الإنساني"، وقالت:" إجرام الحرب الممارس ضدّ الأطفال في سورية لم يعد قابلا للانتظار. كان "ماهاتما غاندي" يقول: (إذا أردنا أن نعلم السلام الحقيقي في هذا العالم ونخوض حربا ضد الحرب، علينا أن نبدأ بأطفالنا).
وهكذا كان في سورية، ولكن بطريقة معاكسة، فأصبح الأسد يستخدم الأطفال لتسويق الإرهاب الذي يحاول بثّه في المنطقة من أجل خلط الأوراق والضغط على النظام الدولي. فالظلم اللامحدود التي تشهده سورية على أيدي بشار الأسد، والصمت الدولي غير المسبوق تجاه جرائم الحرب والإنسانية التي يرتكبها الأسد، كفيل بأن يجعل كلّ طفل في سورية مشروع قنبلة موقوتة تكاد توشك على الانفجار. وأخيرا أقول لكم باسم الطفل السوري: أنقذوني قبل فوات الأوان".