في ظل الحملة العنيفة التي يشنها نظام الأسد على ريف حماه، قام أهالي المدن والقرى بجلب صفارات إنذار لتنبيه السكان من غارات طائرات الأسد، وذلك في سبيل إعطائهم وقتاً لا بأس به للإحتماء من موت محتمل. التفاصيل في سياق تقرير مراسلنا مصطفى جمعة من ريف حماه.
تدوي صفارات الإنذار في هذه المدينة، منذرة بغارة جوية محتملة تشنها إحدى طائرات نظام الأسد التي تحلق في سماء ريف حماه، وغالباً ما تكون أهداف الطيار مدنية.
ولربما يكون الهدف من استخدام هذه الصفارات، الحد من كثرة الإصابات الناجمة عن قصف الطائرات المفاجئ، حيث تتوزع صفارات الإنذار في جميع أحياء مدينة كفرزيتا، وتعمل على مدار الساعة لتنبيه أكبر عدد ممكن من الأهالي.
يقول محمد المسؤول عن إطلاق صفارة الإنذار: "نحن جلبنا هذه الصفارة كي يتواصل معنا المرصد، قبل قدوم الطائرة إلى المدينة، لنقوم بقرع الصفارة لتنبيه المدنيين، وخاصة المواطنين اللذينليس لديهم أجزة لاسلكية، ننذرهم لإخلاء شوارع المدينة، وذلك قبل وصول الطائرة، كي يتحصنوا".
وعند إقلاع الطائرة من المطار، وبعد معرفة وجهتها، يوجه المرصد اللاسلكي نداء لعامل الصفارة، لقرع جرس الإنذار، وبذلك يتاح المجال أمام السكان للإحتماء ريثما تنتهي الطائرة من الطلعة الجوية.
من جانبه يقول عبد الله صخرات وهو عامل في المرصد الموحد: "عندما تقلع الطائرة، لدينا تردد خاص مع صفارة الانذار، فنعطه الامر لقرع الصفارة عندما تقلع طائرة مروحية أو حربية، وهذه الصفارة من اجل الناس وخاصة الفقراء، خاصة ان هنالك عائلات غير قادرة على شراء جهاز، ولكن عندما تدوي صفارة الانذار، جميع الناس تستمع لها وتذهب للاقبية".
وقد لاقت خطوة الصفارة إستحساناً عند الأهالي، وخاصة لدى العائلات الفقيرة، حيث أنها ستحصل على علم مسبق عن وجود طائرة في الأجواءن دون الحاجة لجهاز لاسلكي.
يقول جهاد الخالد وهو أحد الأهالي في ريف حماه: "والله صفارة الانذار خدمت الناس كثيراً وخاصة في هذا الوضع، فالذي ليس بحوزته قبضة، يذهب إلى أقرب مكان آمن كالملجئ أو قبو وذلك عندما يسمع صوت الصفارة، يحتمي من القذائف من الطيران ومن الصواريخ ومن الطيران الحربي، نعم أصبح لها دور كبير عند الناس في هذا المجتمع".
وتترقب أعين هؤلاء الطائرة لحظة إنقضاضها، وسط حالة من التأهب، ثم ما تلبث الطائرة أن تنتهي حتى تعمم المراصد عن إقلاع أخرى. كغيرها من إدخالات الثورة السورية، أوجدت هذه الصفارة حلاً لتنبيه المدنيين من شر الطائرات والمدافع، فعلى الأقل سيكون لديهم متسعاً من الوقت للإختباء وأخذ الحيطة والحذر
محمد – المسؤول عن إطلاق صفارة الإنذار
عبد الله صخرات – عامل في المرصد الموحد
جهاد الخالد – أحد أهالي ريف حماه