عقد مجلس قيادة الثورة في مدينة سرمدا بريف إدلب المكون من ممثلين عن كتائب الجيش الحر في المدينة وممثلين عن المجلس المحلي اجتماعاً مساء أمس مع أبو ماجد الشرعي، رئيس دار القضاء التابع لجبهة النصرة، والذي يتخذ من مدرسة مقابلة لدوار سرمدا وسط المدينة مقراً له، وطالب المجلس أبو ماجد بتحديد موعد لخروج دار القضاء خارج سرمدا، فرفض ذلك بحجة أنه لا يملك صلاحية اعطاء مهلة للخروج ليعد المجلس بالرد على طلبهم بعد استشارة قيادة جبهة النصرة، وذلك بحسب محضر الاجتماع الذي حصلت "الأن" على نسخة منه.
وكانت جبهة النصرة قد جلبت تعزيزات كبيرة مؤلفة من سيارات مزودة برشاشات متوسطة وثقيلة إلى مدينة سرمدا أمس، وفرضت سيطرتها على فرن سرمدا الآلي الواقع وسط المدينة، بعد ادعائها ورود شكوى أليها عن وجود "صرصار" في رغيف خبز!
في المقابل قامت كتائب الجيش الحر بالدفع بتعزيزات كبيرة للمدينة للرد على سيطرة جبهة النصرة على الفرن الذي يقوم بإدارته المجلس المحلي في المدينة، بعد حوالي ست ساعات من الحشد المتبادل بين الطرفين والتوتر الكبير في المدينة، اندلعت الاشتباكات بين الطرفين باستخدام الرشاشات المتوسطة، قبل أن تتوقف هذه الاشتباكات بعد دقائق إثر تدخل أبو ماجد الشرعي رئيس دار القضاء التابع لجبهة النصرة، ووعده بخروج جمع تعزيزات جبهة النصرة من المدينة في مقابل عدم استهداف قناصي كتائب الجيش الحر المتمركزين على الأسطح لهذه التعزيزات أثناء خروجها.
مساءً خرجت تعزيزات جبهة النصرة من المدينة، بعد أن قامت بإخلاء الفرن الآلي الذي بسطت سيطرتها عليه صباحا، ليبقى المقر الوحيد لجبهة النصرة في المدينة في دار القضاء ويطالب مجلس قيادة الثورة اجتماعاً عاجلاً مع أبو ماجد رئيس هذه الدار لتحديد موعد اخلائها وخروج جبهة النصرة خارج المدينة.
ويعلق الناشط حسن العبدو على الأمر قائلا: "كانت جبهة النصرة قد وعدت في وقت سابق بإخلاء دار القضاء وخروجها خارج مدينة سرمدا خلال مدة 45 يوماً، إلا أن المدة انقضت ولم تقم جبهة النصرة بإخلاء الدار بحجة أنها لم تجد إلى الآن مبنى بديل خارج مدينة سرمدا لتنتقل إليه، لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن جبهة النصرة طالبت مجلس قيادة الثورة في سرمدا بإجاد مبنى بديل لها، إلا أن المجلس رفض ذلك وأبلغ جبهة النصرة أن هذا ليس من شأنه".
وكانت كتائب الثوار المسلحة العاملة في مدينة سرمدا قرب الحدود التركية بريف إدلب والتي تتبع لجيش المجاهدين وجبهة ثوار سوريا ولواء الحق وحركة حزم قد اعلنت منذ أيام في بيان مشترك مع المجلس المحلي لمدينة سرمدا وناشطي المدينة ووجهائها ورجال الدين فيها عن تشكيل "مجلس قيادة الثورة في سرمدا"، وذلك بعد التوتر الكبير الذي ساد وريفها بسبب اعتداءات جبهة النصرة على كتائب الثوار في المنطقة.
حيث قامت جبهة النصرة الأسبوع الماضي باعتقال أحد عناصر حركة حزم في المدينة، لترسل حركة حزم قوة عسكرية وتتمركز في محيط دار القضاء التي قامت جبهة النصرة بافتتاحها مؤخرا، قبل أن يتدخل وسطاء بين الطرفين ويضغطوا على جبهة النصرة لتطلق سراح الشاب التابع لحركة حزم حقنا للدماء.
في اليوم التالي قامت مجموعات تابعة لجبهة النصرة بمداهمة منزل احد عناصر جيش المجاهدين في المدينة لاعتقاله، قبل أن تصل مؤازرات من الكتائب التابعة لجيش المجاهدين وحركة حزم في المدينة ويبدأ إطلاق النار المتبادل بين الطرفين ويستمر لدقائق، قبل أن ينسحب عناصر جبهة النصرة من المكان.
حينها وصلت قوات لجبهة النصرة إلى المدينة، لتقوم بعرض عسكري على شكل رتل تجوّل في الأحياء السكنية.. الغريب في الأمر أن عناصر الجبهة كانوا يستفزون السكان وعناصر كتائب الثوار من خلال هتافهم أثناء تجولهم على سياراتهم: (أتاكم تنظيم القاعدة.. أتوكم جنود القاعدة)!