أطلق ناشطون من ريف إدلب الشرقي "هاشتاغ" لمحاسبة القائمين في مديرية الصحة التابعة للحكومة السورية المؤقتة وجميع المسؤولين على حادثة وفاة 15 طفل باللقاح في محافظة إدلب، الهاشتاغ جاء باسم "لقاح الموت".
محمد، أحد القائمين على الحملة قال في حديث خاص لأخبار الآن، أن إطلاق الحملة يأتي بسبب ما وصفه باختراق للمراكز الطبية، ودس السم الدوائي في علاج الأطفال، بغض النظر عن المخترق، لكنه يجب أن يلاحق ويحاسب ويتجرع من "كأس الموت" ذاته.
وتحدث محمد عن مأساة الأهالي بعد أن صدمتهم حالة أطفالهم، فالمفروض أن يكون اللقاح للشفاء لا للموت السريع، واصفاً قولهم بأنهم من أخذوا أطفالهم للموت بأيديهم دون علم منهم، لكن بتعمد من أشخاص لا يحملون صفة الإنسانية..
وقد كشفت لجنة التحقيق والمتابعة الخاصة بوفاة الأطفال في قضية لقاح الحصبة، عن وجود أمبولات (عبوات) من دواء الأتراكوريوم في أحد الترامس التي استعملت في التلقيح بناحية سنجار، أدت إلى وفيات، والتي تم تسليمها من قبل اللجنة الأمنية صباح الأربعاء 17/09/2014، علماً أن الأتراكوريوم هو دواء مرخي عضلي يستعمل في التخدير الجراحي، ويسبب فقد قدرة الإنسان على التحكم بعضلاته الإدارية ويشل العضلات اللإرادية، قاطعاً أي اتصال عصبي عضلي، مؤدياً إلى شلل رخو تام بكافة عضلات الجسم وخصوصاً العضلات التنفسية.
وشرحت لجنة التحقيق، أن جرعة الأتراكوريوم اللازمة للبدء بعملية الإرخاء أثناء التخدير الجراحي هي 0.5 ملغ، فيما كانت الجرعة التي أعطيت لكل طفل أصيب هي 5 ملغ، وهي جرعة كافية للأطفال ذوي الأوزان من عشرة كغ فما دون، للدخول في حالة شلل تام، وهي التي كانت سبب الوفيات عند الأوزان الصغيرة، في حين كانت الجرعة عند الأطفال الأكبر وزناً أقل تأثيراً.
مؤكدة، أن مادة الأتراكوريوم استعملت كمذيب للقاح، عوضاً عن المذيب المخصص، إضافة إلى وجود شبه كبير بين شكل أمبولة المذيب المخصص للقاح وأمبولة الأتراكوريوم، والتي كانت مخزنة في البراد المخصص لها في المشفى، وطابقت الأتراكوريوم الموجود في الترمس المصادر من فريق التلقيح وذلك بعد مقارنة تاريخ الصلاحية ورقم الطبخة (Lic. No. + Lot).
وقال الناشط الإعلامي الإدلبي ليث في حديث خاص لأخبار الآن، أن خمسة أطفال قضوا في بلدة جرجناز وثلاثة في تل منس، و ثلاثة في قرية صراع، وأربعة في قرى سنجار والشيخ بركة وأم مويلات.
وكانت وزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة أصدرت قراراً بوقف الحملة الثانية من لقاح الحصبة، إثر حدوث حالات وفاة وإصابات بين الأطفال في بعض مراكز اللقاح بريف إدلب، حيث توفي 15 طفلاً وأصيب أكثر من 200 طفل بدرجات حساسية متفاوتة، بعد أخذهم جرعة اللقاح في مراكز صحية تتبع لناحية جرجناز.
و أكدت أن حالات الوفيات والإصابات كانت في ناحية جرجناز في ريف إدلب فقط، رغم أن الحملة توزعت على كافة أنحاء المحافظة، وشملت 60 ألف طفل، دون حدوث أي وفيات أو اختلاطات صحية، وأضاف أن إيقاف الحملة مؤقت حتى يتم استكمال التحقيقات وبيان أسباب الإصابات.