رغم الحصار والجوع والتشرد الذي مرّ به سكان مدينة حمص، لم يمنعهم ذلك من التفكير بالحصول على حق التعليم لأبنائهم وضمان حقوق الطفولة التي حرموا منها لأكثر من 3 سنوات.. ورغم ضيق الحال عليهم وعدم توفر أدنى متطلبات الحياة، حيث أدركوا جيدا أن النظام لن يحارب إلا بالتنظيم والعلم.
الناشط مهند الخالدية الناطق باسم رابطة إعلاميي حمص قال لأخبار الآن عن اطلاق حملة باسم "بدنا نفتح المدارس" يرعاها التجمع المدني بحمص في حي الوعر المحاصر منذ شهور، وتكمن أهدافها بالعودة للدارسة في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الحر وخاصة حي الوعر، حيث لاقت الحملة إقبالا كبيرا من الأهالي، وكان لها تأثير ايجابي، خاصة أن أطفال الحي انقطعوا عن دراستهم ثلاثة أعوام.
قام التجمع المدني بخطوة كبيرة بدأت بإخلاء مدارس الحي التي أصبحت دور ايواء، من خلال تأمين عدد كبير من الشقق السكنية لإيواء من كانوا يشغلون المدارس، كما قاموا بتجهيز كادر من المدرسين والكفاءات العاطلين عن العمل، كناحية ايجابية لخفض مستوى البطالة، ولبدأ افتتاح المدارس وسير العملية الدراسية بأسرع وقت ممكن، ما يضمن حفظ حقوق أطفال حي الوعر بمتابعة تعليمهم ودراستهم.
الناشط مهند أكد في حديثه لأخبار الآن عن فوائد هذه خطوة التجمع المدني هذه، مشيرا الى السلبيات الخطيرة التي انتشرت مؤخرا كظاهرة الزواج المبكر للقاصرين، وانتشار الجهل والأفكار السلبية بين الأطفال بسبب عدم وجود ناصح ومعلم يُقوم سلوكهم الخاطئ.
كما أشار مصعب -ناشط ميداني من حمص- عن صعوبة استمرار المدارس بسبب وجود مصاعب كبيرة، كنقص كبير في المقاعد الدراسية التي استخدمت السنة الماضية للتدفئة بسبب الظروف القاسية التي مرت على أبناء الحي، وعدم توفر قرطاسية ودفاتر وكتب مدرسية للطلاب، اضافة الى عدم قدرة الكثير من الأهالي على توفير احتياجات أبناءهم الدراسية، بسبب الوضع المادي الصعب جراء البطالة العالية، وتوقف الأعمال بسبب الحصار الذي فرضته قوات الأسد على هذا الحي، إضافة إلى خوف الأهالي من قصف المدارس الذي تعودوا عليه خلال أعوام الحصار، وإستهداف النظام لتجمعات الأطفال بشكل خاص كما حصل سابقاً عندما استهدف الشبيحة وقوات الأسد الأطفال في المسابح وملاعب وحدائق الحي، ويشكل هذا الأمر تحديداً خوف الأهالي من إرسال أطفالهم إلى تلك المدارس الغير آمنة من قذائف وغارات الأسد.