بعد أن إستعاد النظام السيطرة على معظم المناطق التي كان الثوار قد حرروها بريف حماه، ومنها خطاب ورحبتها العسكرية، وأرزة ومنطقة بطيش، قام بنقل غرف العمليات التي تدير قواته بريف حماه، من مطار حماه العسكري إلى مفرزة الأمن العسكري في مدينة بالريف الشمالي.
لا شك بأن النظام وبعد أن نجح باسترجاع المناطق التي كانت مع الثوار، بدأ برسم الحلم الأكبر بالسيطرة على مورك، التي تكبدت فيها قواته خسائر فادحة خلال تسعة أشهر من المعارك، وقد إتضح هذا الحلم جليّاً, فها هو النظام قد بدأ بحشد قوات ضخمة في كل من مطار حماه العسكري وقرية الصفصافية الموالية، ومدينة السقيلبية، كما قام بنقل غرفة عملياته العسكرية من المطار إلى صوران، بغية إقتحام مورك في وقت قريب.
بالنسبة للنظام وللثوار, المعركة الحاسمة الفاصلة القاصمة للظهر ستكون في مورك، فالثوار اللذين خسروا المناطق المذكورة، بدأوا بتحصين أنفسهم في مورك، وجهزوا قوات إسناد طارئة لرد الهجوم المتوقع على مورك في الأيام القريبة. وكان الثوار قد أحكموا سيطرتهم على خطاب والرحبة العسكرية المحيطة بها، وعلى أرزة ومنطقة البطيش وتل الناصرية والنقطة خمسين منذ ما يقارب الشهر، بعد معارك عنيفة تلقى فيها الأسد صعقة قوية، وضُرب في خاصرته بسكين الثوار، وهنا بدأ بالتخبط والبحث عن حل جذري.
عندما خسر الأسد بلدة خطاب والرحبة العسكرية، بدأ القلق يسيطر على قواته في مطار حماه العسكري، فما هي إلا خمسة كيلو مترات حتى يسيطر الثوار على المطار الأنشط لديه بقصف مختلف مناطق سوريا، فقام بإستدعاء ضابطه الشهير "سهيل حسن" والمعروف بإتباعه سياسة الأرض المحروقة، كما إستقطب ميليشيات فيتنامية وكمبودية بقيادة ضابط فيتنامي يدعى "كيم جانغ"، وهنا بدأت المعركة تسير عكساً، وبعد حملة عسكرية ضخمة تمثلت بإطلاق مئات الصواريخ والقذائف، فضلاً عن عشرات الغارات الجوية بالصواريخ الفراغية والبراميل المتفجرة من الطيران، تمكن مرتزقة الأسد وقواته من السيطرة على أرزة وخطاب والرحبة، لاحقاً وبنفس الأسلوب على منطقتي البطيش و حلفايا.
ويرى الثوار في نقل غرفة العمليات من المطار إلى صوران خطرا كبيرا على مورك وما حولها، إذ أن النظام بدأ يتصرف بذكاء بإشغال الثوار على عدة جبهات ومن ثم إقتحام منطقة في يوم وليلة.