أخبار الآن | حلب – سوريا – (ريبال الزين)
يعاني سكّان المناطق المحررة في حلب من قطع المياه جراء الاستهداف المتكرر بالبراميل المتفجرة للبنى التحتية في المدينة، ما دفع بمجموعة من الناشطين إلى تأهيل الآبار في المساجد، وحفر آبار جديدة في المنطقة لسد احتياجات الأهالي المتزايدة للمياه .. ريبال الزين والتفاصيل.
في القرن الواحد والعشرين، وفي أقدم مدينة مأهولة في العالم، يفتح سكانها صنابير المياه فتأبى أن تخرج قطرة واحدة منها، إنها حلب في عهد الأسد.
يقول أبو فراس أحد سكان مدينة حلب: "الوضع مأساوي جداً، نمشي مسافة واحد كيلو متر يومياً للحصول على الماء، وصهاريج المياه تأخذ مبالغ كبيرة تتراوح بين (1000- 2000) ليرة سورية، ونحن شعب نبحث عن رغيف الخبز ولا يمكننا أن نشتري المياه، فإلى أين سنذهب".
الاستهداف المتكرر بالبراميل المتفجرة للبنى التحتية ومفاصل الحياة في المناطق المحررة من مدينة حلب، أدى إلى إخراج الكثير من شبكات المياه خارج الخدمة، ومنع ورشات الصيانة من الوصول إليها.
من جانبه يقول أبو محمد الفني الذي يعمل في محطة ضخّ المياه في مدينة حلب: "مشاكل انقطاع المياه عن بعض أحياء مدينة حلب أسباب عديدة، منها الكهرباء وانخفاض منسوب المياه، وفي بعض الأحيان تكون الخزانات عند النظام ولا يتمّ الضخّ منها إلى المناطق المحررة، وبالنسبة للمناطق الشرقية تمّ إصلاح معظم الأعطال وسيتمّ ضخّ المياه إليها قريباً".
تضاعف مشاكل الإصلاح وعدم وجود أملٍ قريب بانتهاء هذه الأزمة، دفع ناشطون إلى تأهيل الآبار في المساجد، أو حفر آبار جديدة في المناطق المأهولة سكانياً، وضخّ مياهها إلى خزانات كبيرة ومنها إلى منازل المدنيين عبر صنابير تنتشر في شوارع المدينة.
وسعيا لإيجاد حلول لأزمة المياه يقول عمر عتقي الناشط في هيئة الشباب المسلم: "بوجود أزمة المياه التي تعاني منها مدينة حلب، قمنا بتأهيل عدد من الآبارفي المناطق التي تحوي كثافة سكانية، وقمنا بوضع عدد من الخزانات بالقرب من هذه التجمعات وإيصالها عبر أنابيب إلى كل مدخل بناء، بحيث تخفف من معاناة الأهالي وتسهل عملية نقل المياه من هذه الصنابير إلى منازلهم". لأن الماء هو الحياة ولا حياة بدونه، يجاهد المدنيون بقطرات المياه للحفاظ على حياتهم.