تزامنا مع المعارك التي تجري شرق دمشق، تعود الحالة المعنوية في صفوف ثوار ريف دمشق للإرتفاع من جديد بعد عدة نكسات تعرضو لها سابقا، حيث تشهد مكاتب التجنيد داخل الغوطة الشرقية حركة إقبال كبيرة للإنخراط في صفوف الجيش الحر.
يبدو أن الشباب في المناطق المحررة قد ازداد حماسه بالتزامن مع المعارك التي تجري شرق دمشق وهو مادفع بالمئات منهم للإنتساب في صفوف الجيش الحر بعد أن بدت معركة الحسم تترسخ داخل أفكارهم.
يقول ابو الحمزة الدمشقي المدير الإعلامي لفيلق الرحمن: "لمسنا خلال الاسبوع الماضي اقبال كبير من قبل الشباب الدمشقي للإلتحاق في صفوف الجيش الحر بعد حالة من السكون التي كانت تعيشه معظم الجبهات، نصف هؤلاء المقاتلين كان ينتسب سابقا لصفوف الجيش الحر لكن عدم وجود معارك حقيقة كانت سببا في تركهم، الآن يبدو الجميع في حال أفضل مع الأخبار السارة التي تأتي من الدخانية والكباس، كما أن المجازر التي تقوم بها مقاتلات النظام الحربية ليلا ونهارا بقصفها للأبرياء هو سببا أخر لهؤلاء الشبان للإلتحاق بالثوار من أجل الدفاع عن أهلهم وأرضهم".
يقول كفاح 22 مسوؤل التجنيد والتعبئة: "معظم هؤلاء المقاتلين سيكون لهم دور لوجستي، ولن يتم زجهم في المعارك الدائرة شرق دمشق في هذا الوقت، كما سيتم تدريب كل من لم يحمل السلاح ضمن معسكرات تدريبية خاصة".
النظام بدوره يعمل على تجنيد الشباب وإغرائهم بالمال وفتح باب التطوع دائما وتخفيف المزايا للمتطوعين من شهادات علمية وكفائات، كما تصدر افرعته الأمنية بطاقات حمل السلاح لأكبر عدد من المدنيين للعمل معها اضافة لتجنيد طلاب الجامعات.
من يتابع إعلام الأسد يعرف جيدا مدى النقص الكبير الذي يعانيه في صفوف مقاتليه، حيث يعمل على نصح الشباب ممن هم في سن الخدمة الإلزامية الى سرعة الإنضمام لجيشه تحت التهديد بالإعتقال، لكن المصير المجهول الذي ينتظر هؤلاء الشباب ممن يتم زجهم في المناطق المشتعلة البعيدة عن مناطقهم، يشكل رادعا مقنعا امام الكثير منهم للتخلف عن الخدمة الإلزامية.
النقص الكبير بأعداد المقاتلين في صفوف قوات الأسد دفعه الى اتباع استراتيجيات جديدة تتمثل بسحب جنوده من بلدات وقرى عند أول خطر يواجهه، فعندما توجه وفد من منطقة السلمية للقاء بشار الاسد من اجل الدفاع عن السلمية بعد انسحاب الجيش من مقدمتها وكانت داعش تحشد قواتها لإقتحام المنطقة، جاء الرد على لسان الأسد: "لديكم أكثر من ثلاثة ألاف متخلف عن الجيش فلتأتوا بهم للدفاع عن منطقتكم".
الامر ذاته تكرر في بلدات وادي النصارى حين طلب من الأهالي جمع مبلغ 100مليون ليرة سورية لدفعها رواتب للشبيحة الذين يدافعوا عن الوادي.