أخبار الآن | دمشق – سوريا – (جواد العربيني)

بدأت مظاهر الحرب المستمرة في سوريا منذ ثلاث سنوات تنعكس سلبا على خدمات الدولة داخل العاصمة حيث أصبح انقطاع المياه والكهرباء لساعات طويلة أمرا عاديا عند المدنيين، وهو الأمر الذي زاد من حالة الغليان عند السكان جراء غياب الحياة المدنية تدريجيا عن أحياء العاصمة التي بقيت هادئة نسبياً مقارنة ببقية المدن والمحافظات السورية.

تقنين في الكهرباء لعشر ساعات يوميا

التقنين اجراء اتخذته الدولة منذ مطلع العام والسبب بحسب اعلام النظام هو استهداف المسلحين لخطوط الغاز المغذية للعاصمة، وهو عذر برأي سكان دمشق غير مقبول، ومؤشر يعبر عن مدى انهيار الدولة السورية، كما أن استهداف خطوط الغاز يعني ان يشمل التقنين كافة احياء العاصمة وليس التمييز بينها، فمثلا احياء المزة 86، وعش الورور، وضاحية الأسد، أحياء "علوية" بامتياز لايوجد فيها أي تقنين، فالكهرباء متوفرة بهذه الاحياء على مدار الساعة.

تقول ندى التي تسكن في حي الشيخ سعد بالمزة: "عشرات الأمتار تفصل بيننا وبين حي المزة 86، هنا الكهرباء تنقطع لفترات طويلة، أما هناك فالكهرباء متوفرة على مدار الساعة".. وتتابع ندى: "كل فترة نسمع انفجار في محولات الكهرباء داخل حي المزة 86 والسبب هو السرقات الكبيرة في التيار الكهربائي داخل الحي، بعيدا عن رقابة الدولة، كل ذلك دون حسيب او رقيب".

المياه مشكلة دمشق الكبرى

المياه هي مشكلة اخرى تعاني منها أغلب احياء دمشق، حيث يتم تشغيل مضخات المياه لأربع ساعات يوميا، لكن المشكلة تكمن بمدى توفر الكهرباء في وقت تشغيل المضخات، وهو أمرا دفع بعض الأحياء الى الإستعانة بصهاريج خاصة للحصول على المياه، الدولة تتحجج بأن المسلحين هم من يقطعون مياه عين الفيجة في منطقة وادي بردى..

يقول ابو محمد مواطن يقطن في حي الميدان: "همنا اليوم يكمن في تأمين المياه، يقولون لنا أن المسلحين هم من يقطعون المياه، فلماذا لا تنقطع المياه عن احياء المهاجرين والمالكي؟.. اذا كان بضع العشرات من المسلحين يستطيعون قطع المياه عن اكثر من خمسة ملايين نسمة داخل دمشق فماحاجتنا بمثل هكذا نظام؟".

المظاهر المسلحة تعم دمشق

في الوقت الذي تبدو فيه أسواق دمشق اليوم شبه خاوية، ومع الضغط السكاني الكبير داخل العاصمة، بعض الشباب داخل العاصمة لا يجد إلا التطوع باللجان الشعبية وسيلة لتأمين دخله، حيث تبدو المغريات كبيرة مع تقديم راتب يصل الى 20 ألف ليرة سورية، وهو أمرا بدء يحول طبيعة الحياة المدنية إلى حياة خوف لدى السكان مع انتشار المظاهر المسلحة بكثرة، وتمادي تلك اللجان وممارستها التعسفية بحق المدنيين من سرقات وإزلال.. 

تقول ام سعيد القاطنة في حي الميدان: "طلب أحدهم ان يسـتأجر منزلي قبل ستة أشهر فقبلت، لكنه لم يدفع إجرة المنزل طوال المدة، وعندما طالبته بالإيجار، هددني بأنه من اللجان وسيلفق لي تهمة التعامل مع المسلحين إذا طالبته بالإيجار مرة أخرى".