أخبار الآن | بغداد – العراق – (وكالات) –

وفيما تواصل تدفق الاف المتطوعين لحمل السلاح ، اعلن رئيس الوزراء نوري المالكي ان الحكومة منحته صلاحيات غير محدودة بصفته القائد العام للقوات المسلحة، بينما اكدت السلطات في بغداد ان العاصمة تشهد عمليات استباقية.
             
 في هذا الوقت، دخلت ايران الجارة الشيعية وحليفة المالكي، مجددا على خط النزاع العراقي، واكد الرئيس الايراني حسن روحاني السبت ان طهران لا تستبعد تعاونا مع الولايات المتحدة اذا قررت واشنطن التدخل ضد الجهاديين في العراق.
             
وقال روحاني في مؤتمر صحافي “اذا رأينا ان الولايات المتحدة تتحرك ضد المجموعات الارهابية، فعندئذ يمكننا التفكير”، مشددا في الوقت ذاته على ان “تدخل القوات الايرانية لم يناقش” مع حكومة المالكي.
             
وجاء ذلك بعدما اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة انه لن يرسل قوات برية الى العراق لوقف هجوم المتطرفين السنة لكنه سيبحث خيارات مختلفة اخرى “في الايام المقبلة”.
             
وقد امرت الولايات المتحدة اليوم بارسال حاملة الطائرات “يو اس اس جورج بوش” الى الخليج بسبب الازمة في العراق.
             
وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي ان الامر الذي اصدره وزير الدفاع تشاك هيغل “سيعطي القائد الاعلى مرونة اكبر في حال تطلب الامر شن عملية عسكرية اميركية لحماية ارواح اميركيين ومواطنين ومصالحنا في العراق”.
             
وفي التفاصيل الميدانية، قال الفريق الركن صباح الفتلاوي قائد عمليات سامراء (110  كلم شمال بغداد) في تصريح لوكالة فرانس برس ان “القوات العراقية استعادت السيطرة على ناحية الاسحاقي صباح اليوم” والتي تقع على بعد حوالى 20 كلم الى الجنوب من سامراء. 
             
واكد ضابط برتبة عقيد في شرطة صلاح الدين سيطرة القوات العراقية على الناحية، مشيرا الى ان “القوات العراقية سيطرت ايضا على الطريق الرئيسي بين بغداد وسامراء”، بينما اعلن ضابط برتبة مقدم العثور في الاسحاقي على 12 جثة محترقة تعود لعناصر في الشرطة.
             
وفي وقت لاحق، اعلنت مصادر امنية ان القوات العراقية  تمكنت من استعادة السيطرة ايضا على ناحية المعتصم التي تقع في المنطقة الجغرافية ذاتها.
             
وجاءت استعادة السيطرة على هاتين الناحيتين بعد ساعات قليلة من قيام عناصر من الشرطة المحلية بمساعدة السكان بطرد مسلحي تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق الشام” الذين يسيطرون مع جماعات مسلحة اخرى منذ مساء الاثنين على مناطق واسعة من شمال البلاد، من ناحية الضلوعية القريبة.
             
وفي وقت سابق السبت، اعلن ضابط برتبة عقيد في الجيش في سامراء لفرانس برس ان القوات العراقية في المدينة “تستعد للتحرك باتجاه تكريت” (160 كلم شمال بغداد) وقضاءي الدور الواقع بين تكريت وسامراء، وبيجي (40 كلم شمال تكريت).
             
واضاف “ننتظر الاوامر العسكرية”، مشيرا الى ان قرار شن الهجوم المضاد ضد المسلحين في المحافظة جاء “بعدما وصلت تعزيزات كبيرة من جيش وشرطة اتحادية لمدينة سامراء خلال زيارة السيد نوري المالكي” الى المدينة الجمعة.
             
ويسيطر مسلحون ينتمون الى “الدولة الاسلامية في العراق والشام” وتنظيمات اخرى اضافة الى عناصر من حزب البعث المنحل على مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين منذ الاربعاء، كما يفرضون سيطرتهم على مناطق اخرى في المحافظة الواقعة شمال بغداد.
             
ويحاول المسلحون منذ بدء هجومهم الكبير والذي تمكنوا خلاله من السيطرة على مناطق واسعة من شمال العراق بينها محافظة نينوى، اقتحام مدينة سامراء التي تسكنها غالبية سنية وتحوي مرقدا شيعيا ادى تفجيره عام 2006 الى حرب طائفية امتدت لعامين وقتل فيها الالاف.
             
وقام المالكي الذي يحكم البلاد منذ 2006 ويسعى للبقاء على راس الحكومة لولاية ثالثة بزيارة سامراء الجمعة بعد وقت قصير من دعوة المرجعية الشيعية للعراقيين لحمل السلاح ومقاتلة التنظيمات المسلحة وحماية الاماكن المقدسة.
             
واعلن المالكي في سامراء بحسب ما نقل عنه بيان نشر السبت على موقع رئاسة الحكومة ان مجلس الوزراء منحه “صلاحيات غير محدودة” للتحرك ضد التنظيمات المسلحة، وهي صلاحيات كان ليحصل عليها ايضا لو نجح البرلمان في التصويت الخميس على طلب اعلان حالة الطوارئ.
             
واضاف المالكي وهو القائد العام للقوات المسلحة بعد وقت قصير من اصداره لبيان اعلن فيه انطلاق عملية “تطهير المدن” من المسلحين “لو تحولت رؤوسنا الى قنابل لما توقفنا حتى ننهي وجود هؤلاء الارهابيين في العراق”.
             
في الاثناء وصف ” الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين” ومقره الدوحة هجوم مقاتلي تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” بانه “ثورة عارمة للسنة” جاءت “نتيجة لسياسات الظلم والإقصاء لشعب أراد الحرية ورفض عيشة الذل والتحكم في مصيره وقوته ومستقبل أبنائه” في اشارة الى الاقلية العربية السنية في العراق.
             
وانتقد الاتحاد، الذي يتراسه الشيخ القطري المصري الاصل يوسف القرضاوي المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين، بشدة “الفتاوى الطائفية التي تدعو إلى قتال العراقيين بعضهم البعض” والتي “تدعو إلى النفير العام للإخوة الشيعة في الجنوب وغيره”، معتبرا انها ستقود الى “حرب طائفية لا تبقي ولا تذر وتؤدي إلى قطع وصال النسيج الاجتماعي والقبلي داخل العراق”.
             
ودعا الاتحاد العراقيين الى “حقن الدماء، وإلى الوحدة والمصالحة الشاملة” والى تشكيل “حكومة وحدة وطنية تنهض بالبلد، وتقوم على حل جميع مشاكله”.
             
والقى الاتحاد بالمسؤولية على حكومة المالكي “التي فشلت في تحقيق أي استقرار أمني أو معيشي عام أو أن تحدث أي حالة وفاق وطني بين أبناء الشعب بل أساءت استخدام القوة العسكرية حتى وصلت الأمور إلى ما هي عليه الآن”.
             
وكان المرجع الشيعي الاعلى في العراق اية الله علي السيستاني دعا الجمعة الشعب العراقي الى حمل السلاح لوقف تقدم مسلحين اسلاميين سنة وصلوا السبت الى مسافة 100 كلم من بغداد.
             
واكد الاتحاد انه “لا يمكن أن يفسر ما حدث للعراق على أنه من فعل فصيل إسلامي معين أبداً”، في اشارة الى تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام مؤكدا انه “ثورة عارمة للسنة في جميع محافظاتها”.
             
وقتل السبت تسعة من عناصر الامن العراقيين واصيب 21 بجروح في هجوم شنه مسلحون على موكب لرئيس هيئة النزاهة علاء جواد قرب سامراء، كما قتل ثمانية من افراد حماية نائب رئيس الوقف الشيعي الشيخ سامي المسعودي في هجوم مماثل وفي منطقة قريبة.
             
وفي محافظة ديالى، قال ضابط برتبة عقيد في الشرطة ان “قوات الجيش العراقي تسيطر بشكل كامل على ناحية المقدادية” الواقعة شمال شرق بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد)، بعدما تمكنت من صد هجمات المسلحين التي تواصلت ليومين.
             
ولا يزال المسلحون يتواجدون في بعض مناطق المحافظة الواقعة شمال شرق بغداد، بينها احياء في ناحية السعدية المتنازع عليها بين العرب والاكراد واحياء في جلولاء المجاورة على بعد حوالى 150 كلم من بغداد.
             
في هذا الوقت لا تزال بغداد تشهد توترا وتعيش حالة من الصدمة جراء الانهيار العسكري المفاجئ في شمال البلاد، وسط مخاوف من امكان بلوغ المسلحين العاصمة، ما دفع الى بروز بعض المظاهر المسلحة العلنية في بعض مناطقها.
             
واعلن المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد العميد سعد معن في مؤتمر صحافي السبت ان “قيادة عمليات بغداد تقوم بعمليات تعرضية استباقية باسناد من كل قدرات وزارة الداخلية”.
             
وكان معن ابلغ فرانس برس الجمعة ان السلطات الامنية وضعت خطة جديدة لحماية العاصمة من هجوم محتمل للمسلحين، تشمل تكثيف الانتشار الامني فيها.