أخبار الآن I دبي – الإمارات العربية المتحدة، 5 يونيو 2014

لا تقتصر عذابات ومآسي آلاف ضحايا التعذيب في السجون السورية على فترة اعتقالهم، بل تتخطاها لتحكم على مستقبلهم ومصيرهم، عدد كبير منهم أصيب بإعاقات دائمة، وآخرون يعانون حالات نفسية صعبة قد لا تشفيها السنوات من هول ما شاهدوه .

ناهيك عن الممارسات اللاإنسانية منذ لحظة دخولهم ، من ضرب بالهراوات والقضبان المطاطية المترافقة مع كم هائل من الشتائم والإهانات ؛ هكذا يصف المعتقلون السابقون سجون النظام السوري .

تقرير للرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان صدر مؤخرا، يتناول أوضاع السجناء وظروفَهم الكارثية في سجن صيدنايا العسكري، الذي يعتبر أحد أكبر السجون التابعة للمخابرات العسكرية السورية؛ تضمن التقرير شهادات العديد من السجناء ، التي تقول بأن عدد المعتقلين حاليا يقدر بحوالي 14 ألف معتقل غالبيتهم من النساء والأطفال ، تلقوا أحكاما جائرة تتراوح بين الإعدام والسجن لمدة 15 عاما .

وفي تقرير للأمم المتحدة ، دانت المفوضة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي التعذيب في السجون السورية ، وفي وثيقة من 8 صفحات تحدثت المفوضية العليا، التي استجوبت 38 شخصاً تعرّضوا إلى التعذيب ، عن شهادات رهيبة لم تذكر أسماء أصحابها.وقالت بيلاي إن النتائج تؤكد أن التعذيب مستخدم بشكل شائع في مراكز الاعتقال الحكومية في سوريا.

وأفاد التقرير بأنه “غالباً ما يخطف رجال ونساء وأطفال من الشوارع ومن منازلهم وأماكن عملهم أو يعتقلون في مراكز تفتيش تابعة للحكومة ثم ينقلون إلى العشرات من مراكز الاعتقال الرسمية أو السرية”.

وكشفت الأمم المتحدة أن هؤلاء غالباً ما يعتقلون سراً ولفترات غير محددة، وينقلون أحياناً من مركز إلى آخر، موضحة أن هناك مراكز اعتقال في ثكنات الجيش وبعض المطارات.

ميسرة بكور مدير مركز الجمهورية للدراسات و حقوق الإنسان – مصر – الاسكندرية