أخبار الآن | درعا – سوريا – 29 مايو 2014 (عبد الحي الأحمد)
منذ اندلاع الثورة في درعا هجرها معظم ساكنيها , ومن تبقى منهم يعيش تحت جحيم الطائرات وحمم القذائف ، مع انعدام أبسط مقومات الحياة ،
مراسلنا عبد الحي الأحمد والتفاصيل في سياق التقرير التالي .
المتحدث الأول : مشعل التركماني – سكان مدينة الحراك
المتحدث الثاني : د. أحمد الحريري – طبيب في مشفى شهداء الحراك الميداني
المتحدث الثالث : عمار الزايد – عضو المكتب الإعلامي في مدينة الحراك
جائت هذه الطائرة إلى درعا ، وألقت ببرميلها المتفجر على المنازل بشكل عشوائي , من هنا تبدأ الحكاية .. كاميرا أخبار الآن دخلت إلى مدينة الحراك أو أيقونة الثورة كما يدعوها الناشطون ، بيوت مهدمة وأسواق مدمرة ، والقليل من الأهالي الذين رفضوا الخروج ، هذا جل ما وجدناه في ظل عمليات القصف الممنهجة على المدينة والتي لم تبقي ولم تذر .
لأخبار الآن يحدثنا مشعل التركماني وهو من سكان مدينة الحراك : “الوضع الإنساني بمدينة الحراك يعتبر دمارا شاملا , كانت أعداد السكان قرابة 35 ألف نسمة ، لم يبقى أحد ، جميعهم هجروا المدينة جراء القصف من اللواء 52 , لايوجد ماء ولا خبز ولا كهرباء” .
على تخوم المدينة يتربع اللواء الثاني والخمسين ثاني أكبر ألوية النظام في سوريا ، وأكثرها إجراما بحق من يجاوره ، هو الكابوس الذي يستفيق عليه أهالي الحراك ليلا ونهارا ، أثناء جولتنا في المدينة قمنا بزيارة قصيرة للمشفى الميداني الذي يفتقر لأبسط مكونات المشافي على الرغم من تغطيته لباقي القرى المجاورة .
وعن الوضع الطبي في مدينة الحراك حدثنا الدكتور أحمد الحريري : “الإمكانيات ضعيفة جدا نتيجة إيقاف الدعم ، والسبب هو أن جميع الداعمين يرفضون دعم المشافي الحربية بالتحديد ، ويقومون بإقامة مشاريع بالمناطق المحررة مع الإبتعاد عن الدعم لمناطق الجبهات ، مثل مشفى الحراك الميداني , أو مناطق أخرى مثل بصرى الحرير واللجاة ، أي المناطق الحربية , والسبب يقولون أنهم منظمات إنسانية لا تستطيع بذل الأموال بالمناطق الحربية ، لأنه من الممكن أن ينقصف المشفى الميداني ويتدمر” .
براميل الطائرات لم تمنع الأطفال من الذهاب إلى مقاعد دراستم ، بل دمرتها بالكامل كما هو حال الحدائق وشبكات الكهرباء .
عمار الزايد وهو عضو مكتب الحراك الميداني يقول : “واجهنا صعوبات كبيرة في بداية الثورة من حيث نقل الفيديوهات والرفع ، وإلى الآن لازلنا ننقل معاناة الكثيرين من أهالي الحراك من قصف ودمار وتهجير السكان” .
لم تنل مدفعية النظام من همم الأهالي والثوار الذين ما إن ينتهي القصف ، حتى يعودوا إلى ممارسة أعمالهم وكأن شيء لم يكن ، فالخوف دفن مع أول صرخات الحرية كما يقولون .