الرمثا ، الاردن ، محمد عمر ، أخبار الآن –

كشفت الحاجة حسنة الحريري الملقبة بخنساء حوران والتي قتل ثلاثة من اولادها وزوجها وثلاثة من ازواج بناتها كشفت ما يفعله عناصر النظام بسجن الموت وهو الفرع 215 في كفر سوسة في دمشق بحق المعتقلين من اغتصاب وتعذيب وقتل . الحريري والتي افرج عنها مؤخرا بصفقة لتبادل الاسرى وخرجت بعدها الى الاردن بمساعدة من الجيش الحر قالت خلال مقابلة حصرية مع اخبار الآن ان عدد المعتقلين يقل يوميا جراء حالات القتل في المعتقل.

– المقابلة كاملة تتابعونها قريبا ضمن برنامج لقاء خاص مع الزميل محمد عمر

لقد كنا نجلس في غرفة بطول 4 أمتار وعرض 3 أمتار ولا يستطيع أحدنا الإستلقاء على الأرض لأن عدد المعتقلين في هذه الغرفة الصغيرة يتجاوز ال70 شخص والأغلب من المعتقلين ينامون وهم جالسين فوق رؤوس بعضهم البعض، حتى أنه لا يزيد مكان للجلوس فيبقى قسم منهم واقفاً وهذه الغرفة لا تحتوي على نافذه للهواء ولا يوجد بها أيء شي يحرك الهواء أو يجدده فلن يعيش فيها سوى قوي النفس والعزيمة.

وهناك موتى من الإختناق في كل يوم يمر علينا

أما بالنسبة للطعام فيقدمون لنا أسوأ أنواع الطعام وبكميات زهيدة وقليلة بحيث أن الكمية التي تقدم ل 8 أشخاص داخل هذه الغرفة لا تكفي شخصاً واحداً، وغالباً يكون الطعام فاسداً أو قارب على إنتهاء الصلاحية أما بالنسبة للخبز فهو من أسوأ أنواع الخبز على الإطلاق وملمسه يشبه ملمس الورق المقوى والكرتون والطعم كذلك

أما بالنسبة للمرضى فهناك تحت الأقبية، وفي هذا الفرع ((215)) أكثر من 5000 معتقل. يمكننا القول أنه هناك 85 % من المعتقلين بحالة مرض ومنها حالات صعبة ومستعصية وليس لها دواء داخل هذا الفرع.

فعندما يمرض المعتقل يصاب بضيق التنفس ثم يتصاعد المرض إلى الحمى وارتفاع درجات الحرارة ومن ثم الهذيان ومن ثم انفصام الشخصية إلى أن يصبح مجنوناً أو صامتاً لا يتكلم بشيء ويموت موتاً بطيئاً من القهر والذل، فليس هناك من يطببه ويعطيه ما يناسبه من الدواء الشافي.

والبعض من المرضى يصابون بأمراض جلدية خطيرة وذلك نظراً لطبيعة الجو تحت الأقبية وداخل الغرف والسجون& فالرطوبة العالية تساعد على انتشار الحشرات القاتلة والسامة ولطالما رأينا الناس مستلقية على الأرض وقد أكلت الحشرات من لحمها حتى ظهر العظم وخرجت رائحة إنتاناتٍ جلدية، ويتفاقم الوضع الصحي للمريض فيخرج من تحت جلده القيح والدماء وطبعاً ليس هناك من يقول له ما بك؟

وما هو ألمك

حتى أن الطبيب عندما يرى هذا المريض يبادر بضربه وهناك كل يوم من يموت بسبب هذه الأمراض القاتلة والحشرات السامة وليس هناك أسهل من نقل هذه الجثة إلى مكب النفايات

عندما يفتح باب الزنزانة ويقولون لنا قد أصبح وقت الخروج إلى الحمامات فلا يسعك الوقت عمل أي شيء داخل الحمام فلديك فقط 30 ثانية لأتمام عملية الخروج والإنتهاء منها ودون التغسيل ومن يجرؤ على التغسيل فلديه عقوبة من المسؤلين وقد تطاله العقوبة بالضرب وتمديد مدة الحكم والسجن لمدة أقلها 15 يوماً

في هذا الفرع& لا يسعك القول إلا أنه للتعذيب النفسي والمعنوي وليس لأسر الحرية فقط.

فمن يستدعى إلى التحقيق يرى أساليب جديدة في التعذيب، فهناك في صالة كبيرة يوجد حبال معلقة في السقف يُربط الشخص من يداه ثم يرفع به إلى السقف ويؤتى بجلاد فيضرب منه أي مكان قد يطاله مع العلم أن من يتعذب مربوط الأيدي ومغلق الأعين ويمنع من الصراخفكلما زاد صراخه زاد تعذيبه.

أشخاص أخرين يعذبون بواسطة الكهرباء فيؤتى بسلكين من الكهرباء ويعلق كل منهما في كاحل القدم ومن ثم يضغط على زر التشغيل فتخرج الطاقة الكهربائية بقوة 210 ولقد رأينا من عذبوه بهذه الطريقة قد أصبحت قدمه سوداء وتفتحت منها جروح عميقة وأصبح يخرج منها الدود بعد عدة أيام ومن ثم حجروه في غرفة منفردة فليس هناك من يراه أبداً وبعد شهر وبضعة أيام سمعنا أنه قد قطعت قدمه

ولا يسعنى سوا قول حسبي الله ونعم الوكيل هذا هوه فرع الأمن العسكري 215، فالداخل إليه مفقود والخارج منه مولود ومن قرأ ليس كمن رأى فالتعبير عاجزٌ عن وصف ما رأيناه من ذل وبشاعة في الداخل ولن ننسى معاناتنا حتى أتانا فرج الله.