أخبار الآن I دير الزور , سوريا , 6 مايو 2014 , وكالات –
لا يزال الوضع في دير الزور على حاله من جهة المعارك الدائرة بين التنظيمين الإرهابيين التابعين للقاعدة داعش وجبهة النصرة، وحالة من الانقسام والاقتتال فقد أفاد المرصد السوري بمقتل 72 شخصا في الاشتباكات بين جبهة النصرة وتنظيم داعش في دير الزور، فيما أكدت شبكة سوريا مباشر مقتل علي حسين النعيمي أحد قادة تنظيم جبهة النصرة في مدينة بصرى الشام بريف درعا.
وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية باندلاع اشتباكات في مداخل مخيم اليرموك بريف دمشق، ما أدى لتوقف توزيع المعونات على السكان، فيما قصف الطيران الحربي حي جوبر بدمشق بالتزامن مع محاولات قوات النظام اقتحام الحي من عدة محاور، في وقت تستمر الاشتباكات في بلدة المليحة ومحيطها بالغوطة الشرقية.
وقال مجلس قيادة الثورة إن الحر استطاع اقتحام كتيبة للبحوث العلمية شرق أوتوستراد دمشق بغداد والسيطرة عليها.
وفي ريف حلب أفيد بسقوط قتلى وجرحى جراء غارة جوية على مدينة إعزاز.
وقال ناشطون إن قصفا عنيفا بالمدفعية الثقيلة استهدف أحياء طريق السد ومخيم درعا وأحياء درعا البلد.
فطبيعة وموقع دير الزور فضحا الانقسام الكبير الذي يشهده تنظيم القاعدة، والذي وصل للحرب بين فصيليه، خاصة أن موقع دير الزور في الشرق السوري إذا جاز التعبير يجعل من يسيطر عليها مسيطراً على الحدود العراقية التي تعد طريق القاعدة من وإلى سوريا.
دير الزور تمتلك ما يتقاتل عليه فصيلا القاعدة، فالمحافظة تمتلك آبارا منتجة للنفط ويتم استخراج الغاز منها أيضا، إضافة إلى أنها المصدر الأساسي للملح في سوريا وهو ما جعل خارطة الاشتباكات التي تجري في دير الزور تتركز على الطرق المؤدية لآبار النفط والغاز.
وفي بلدة البصيرة وأبريهة وقرية الزر يعود داعش الذي طرد منذ ثلاثة أشهر من الريف الغربي تحديداً عن طريق مناجم الملح في قرية التبني، فيما تحارب من الداخل جبهة النصرة، ما جعل كل طرف يعزز عناصره في إشارة إلى أن المعارك هذه المرة تأخذ شكل كسر العظم .
وفي ظل هذا الوضع تتحرك عشائر دير الزور لتشكيل وحدات شعبية على شكل الصحوات لمقاتلة النصرة وداعش، حيث بدأت مناطق بحشد مقاتلين للدفاع عن منطقتهم.
ومن جهة أخرى اتسع نطاق معارك الجيش الحر في سوريا ضد النظام و”داعش” الإرهابي، لتضاف إليهما جبهة ثالثة مع إعلان مقاتلي المعارضة فتح معركة في درعا ضد مقاتلي النصرة الإرهابي للمرة الأولى.
وبدأت هذه الجبهة الجديدة التي حاول الجيش الحر تفاديها على مدى الأشهر الماضية، عندما اعتقلت جبهة النصرة الإرهابية قائد المجلس العسكري في درعا أحمد النعمة مع ثمانية آخرين كانوا يرافقونه، بعد أن نصبت لهم كميناً في مدينة صيدا.
وأعلن الجيش الحر الذي أمهل النصرة ساعات لإطلاق سراح المعتقلين لديها، عن بدء هجومه على مقرات النصرة؛ لتحرير قياديه عندما لم تستجب النصرة لطلبه.
من جانبهم قال ناشطون إن النصرة الإرهابية أقدمت على اعتقال النعمة ومرافقيه بسبب تخوفها من تحول ما يعرف بالجبهة الجنوبية التي أطلقها الجيش الحر في درعا مطلع العام لتحرير دمشق، إلى ما يشبه الصحوات العراقية.
وجاءت هذه التطورات في جنوب البلاد، في وقت برز إعلان جبهة النصرة وقف قتالها ضد داعش في الشمال، خاصة في مدينة دير الزور، حيث القتال مشتعل بين الطرفين منذ أسابيع.
وقالت النصرة الإرهابية إن قرارها جاء استجابة لدعوة زعيم القاعدة أيمن الظواهري بوقف القتال مع داعش الإرهابي.
وجاء في البيان الموقع من جبهة النصرة “إننا نعلن الامتثال لأمر الدكتور أيمن الظواهري بإيقاف أي اعتداء من طرفنا على جماعة الدولة مع الاستمرار بدفع صيالهم حيثما اعتدوا على المسلمين وحرماتهم”.
وأضاف “في الوقت الذي تعلن جماعة الدولة وقف عدوانها على المسلمين، فإن إطلاق النار من جهتنا سيتوقف تلقائياً”.
كما أعلن البيان الامتثال لأمر الظواهري في شأن إنشاء محكمة شرعية لوضع حد للخلافات بين الطرفين اللذين يخوضان قتالاً فيما بينهما منذ أشهر في مناطق سورية عدة.
محمد الخليف مراسل شبكة شام في دير الزور