أديس أبابا، 02 مايو 2014 ، وكالات –
حذر وزير الخارجية الاميركي جون كيري من خطر حدوث عملية ابادة وانتشار المجاعة في جنوب السودان، ملوحا بفرض عقوبات على زعيمي الفصيلين المتناحرين في الحرب الاهلية المستمرة منذ اربعة اشهر.
وعبر كيري عن أمله في إمكان نشر مزيد من قوات تخضع لسلطة الأمم المتحدة وتحفظ السلام سريعا لوقف إراقة الدماء.
وقال كيري لدى خروجه من محادثات مع وزراء خارجية اثيوبيا وأوغندا وكينيا بشأن الصراع في جنوب السودان إن كل الأطراف اتفقت على أن “القتل يجب أن يتوقف”.
وأضاف كيري في أديس أبابا المحطة الأولى في جولة إفريقية يقوم بها “ينبغي بأسرع ما يمكن نشر قوة شرعية قادرة على المساعدة في صنع السلام على الأرض.”
وقال كيري للصحفيين في وقت لاحق إن الهدف هو “أن نتمكن في الأيام القادمة .. حرفيا .. من التحرك بسرعة أكبر لنشر أناس على الأرض يمكنهم أن يبدأوا في إحداث تغيير.”
وقال نظيره الاثيوبي توادروس أدهانوم إن جميع الأطراف أكدت ضرورة نشر قوة “بأسرع ما يمكن”.
وقالت متحدثة رسمية إن كيري كان يشير إلى قوات إفريقية تخضع لسلطة الأمم المتحدة التي تدير بالفعل مهمة في جنوب السودان.
وأضاف كيري أنه اتفق مع نظرائه الأفارقة على “شروط وتوقيت ونوع وحجم” مثل هذه القوة لكنه لم يذكر مزيدا من التفاصيل.
وقال للصحفيين “الاختلاف الوحيد الأكبر هو التحرك سريعا بتفويض بالدعم من مجلس الأمن الدولي لنشر قوات على الأرض يمكنها البدء في الفصل بين الناس وتوفير الأمن. هذا حتمي.”
وكان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وافق في 24 ديسمبر كانون الأول الماضي على اقتراح يقضي بزيادة حجم بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان إلى الضعف تقريبا من 7000 جندي و900 شرطي إلى 12500 جندي و1323 شرطيا.
لكن لم يصل إلا أقل من نصف قوات حفظ السلام الإضافية تلك. وسيتم سحبهم من بعثات قريبة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في جمهورية الكونجو الديمقراطية وساحل العاج وليبيريا وإقليم دارفور ومنطقة أبيي في السودان.
وقال دبلوماسيون بالأمم المتحدة إن من المقرر أن يبحث مجلس الأمن الحرب في جنوب السودان يوم الجمعة. وتدرس الدول الأعضاء في المجلس إمكانية فرض عقوبات من جانب الأمم المتحدة على الأطراف المتحاربة هناك.
وفر أكثر من مليون شخص من منازلهم وقتل الآلاف منذ اندلع القتال في ديسمبر كانون الأول بين قوات موالية للرئيس سلفا كير والمتمردين الموالين لنائبه المقال ريك مشار.
وأجج الصراع التوتر العرقي بين قبيلة الدنكا التي ينتمي إليها كير وقبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار.
وردا على سؤال بشأن خطر وقوع إبادة جماعية قال كيري إن “مؤشرات رئيسية مزعجة للغاية مثل أعمال قتل عرقية وقبلية وحسب الهوية القومية” تثير تساؤلات تبعث على القلق.
وأضاف “إذا واصلوا السير في الطريق الذي يمضون فيه فقد يشكلون حقا تحديا خطيرا للغاية للمجتمع الدولي فيما يتعلق بمسألة الابادة الجماعية.”
وقال مسؤولون إن وفدي طرفي الصراع في جنوب السودان استأنفا المحادثات المباشرة في أديس ابابا اليوم الخميس بعد تأجيلها عدة مرات.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية طلب عدم الكشف عن اسمه للصحفيين المرافقين لكيري قبل السفر إن صبر القوى الإقليمية ينفد بسبب عجز طرفي الحرب في جنوب السودان على المضي قدما في جهود السلام.
وقال المسؤول “أظن أن الجانبين يعتقدان أن في مقدورهما كسب الصراع عسكريا ومن المؤكد أنهما لا يشاركان بشكل ملتزم في التوصل إلى تسوية لهذا الصراع من خلال التفاوض.”
وكرر كيري التهديدات الأمريكية بفرض عقوبات وقال إن الشركاء بالمنطقة أوغندا وكينيا واثيوبيا “قبلوا المسؤولية لفرض عقوبات أيضا”.
لكن كيري أشار أيضا إلى أمله في أن تغير المحادثات اتجاه الأحداث في جنوب السودان وأشار إلى قرار سلفا كير في الأسبوع الماضي باطلاق سراح أربعة سجناء سياسيين.
وقال “نأمل أن يفتح هذا الآن الباب أمام احتمال الوساطة والحوار الذي يمكن أن يحدث في أي مكان في الأيام القليلة القادمة.”