مالك أبو خير – ساحة الرأي | أخبار الآن –
حراك المشايخ الذي انطلق من أمام مقام عين الزمان الديني في مدينة السويداء، لم تستغله المعارضة المحسوبة على مدينة السويداء جيداً، فقسم هاجمه واعتبره حراك طائفي، وآخر بدأ بالتهويل للأمر واعتبار ما يجري هو مُلك له، حيث شعر ان أوراق المعارضة تخرج من يديه، فحاول العمل على الركوب عليه وتصدر المشهد، رغم أنهم خارج الحدود وبشكل اقرب الى التمثيلية المقززة، في حين أن قسم آخر استغرب كيف يخرج مشايخ احتجاجاً على اعتقال شيخ ولا يخرج من أجل معارضين مدنيين من السويداء قتلوا تحت التعذيب..!
ورغم اعتراض المشايخ الذين شاركوا في الحراك على أداء بعض الجهات في المعارضة بالسويداء وتحديداً الإعلامية، وشعورهم بالاحباط من هذا الأداء، جاءت صورايخ جبهة النصرة والتي لم يُعرف حتى اليوم إن كان النظام من أطلاقها، لتضع الأمور ضمن إطار آخر مختلف تماماً.
في بداية الثورة خرج الجميع تحت شعار واحد (الله.. سورية.. حربة وبس)، شعار أرعب نظام الأسد أكثر مما أرعبه كل المعارك التي خاضها على مدى ثلاث سنوات، شعار عمل النظام ونجح بتدميره عبر مكونات، ساعد في ذلك وقوف أغلب العلويين إلى جانب الأسد ومن ثم تدخل ميليشيا حزب الله ورفع شعارات طائفية.
اليوم وبعد أن شعر الأسد بالمعركة تحولت كما أرادها، تجده يعمل على إدخال العنصر الأخير في في مذبحته الطائفية، وهم الدروز، فقد حاول كثيراً شدهم لهذه الحرب عبر محاولة تشكيل ميلشيات طائفية، أو ابرازهم كطرف حليف واضح وصريح في المعارك، كما يحدث مع المقاتلين من الشيعة أو العلويين، لكنه فشل حيث اقتصرت المشاركة على أفراد مثلها كمثل من يقاتل إلى جانب الأسد.
التطور الملفت والمرعب هو الاجتماع الذي حدث مؤخراً وجمع شيوخ الطائفة مع وفيق ناصر كنوع من المصالحة بين النظام ورجال الدين، وبنفس توقيت إعادة انتخاب بشار الأسد مرة أخرى لحكم سورية، وكأنها رسالة للسوريين (الدروز معنا في قتلنا لكم، فالأقليات لا تثور على بعضها).
لا اعتقد أن من اجتمع فكر أبعد من أنفه لما سيحدث لاحقاً، ولم يفكر أحدهم ان جيراننا في درعا لو لديهم نية طائفية تجاهنا لفعلوا ذلك منذ زمن وكان الأسد مسروراً لذلك، فهذه الحرب التي يتمناها منذ بداية الثورة، ولم يفكر من اجتمع بآلاف الدروز بالداخل والخارج المؤيدين للثورة ويعملون لأجلها ليلاً نهاراً، هم باختصار وضعوا انفسهم في دور مشايخ السلطان، لكن ليسوا كمشايخ السنة الذين اجتمع بهم بشار الأسد منذ أيام أيضاً، فمشايخ السنة أمام الرأي العربي والعالمي لا يمثلون إلا أنفسهم، في حين اجتماع مشايخ الدروز بنظر الجميع يمثل كل الدروز ويضعهم في خانة المواجهة من سوريا بأكملها، ولن يفرق الثوار بين من اجتمع وبين من يقف مع الثورة من الدروز، ولن يفرق بينهم وبين المشايخ التي نزلت وثارت ضد النظام أمام مقام عين الزمان، ومازالوا حتى اليوم على موقفهم.
على ما يبدو قد ينجح نظام الأسد في جرنا لحرب طائفية بفضل تصرفات من يجب ان يحسبوا تصرفاتهم، ولكن سؤال يطرح نفسه، هل سأل المشايخ المجتمعون مع ممثل نظام الأسد ما هو مصير ناصر بندق ورفاقه، ومصير أجود عامر وكثيرين في معتقلات النظام عن مصيرهم، وهل سألوهم لماذا تم فصل 33 موظفاً عن عملهم لانهم ضد النظام؟