أخبار الآن | دير الزور – سوريا (نزار محمد):
نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان ملفّاً يتضمن صورة كاملة لما يجري بحقول النفط في ريف دير الزور حيث قالت في تقريرها “تتوزع حقول النفط والغاز على تسعة نقاط وهي:
(حقل عمر- حقل التنك- حقل الورد- حقل التيم- حقل الجفرة- معمل غاز كونيكو- محطة نفط الخراطة- محطة ديرو وأخيراً محطة T2) فيما يوجد العديد من الآبار النفطية الأخرى، ويتفاوت الإنتاج حسب حجم الحقل أو المحطّة التي تغذّيها الآبار، ويسيطر على حقول النفط والآبار العديد من الفصائل العسكريّة مثل جبهة النصرة ولواء جعفر الطيار والهيئة الشرعيّة وبعض العشائر”.
أمّا عن سعر البرميل فيختلف حسب نوع النفط فبرميل النفط الخام من النوعيّة الجيّدة إذ يتراوح بين (5 إلى 7 آلاف ل.س) أمّا سعر برميل النفط ذي النوعيّة الرديئة فلا يتجاوز أربعة آلاف ل.س حسبما أفادنا به أحد التجّار في منطقة الجزيرة والسبب في رخص النوعيّة الثانية أنّها مخلوطة بالماء.
وأكّد هذه الأرقام الشاب خليل البوكمالي “إنّ حقل عمر 10آلاف برميل يومياً ويعود إلى الهيئة الشرعية في الميادين وبعض الفصائل العسكريّة الأخرى، أمّا آبار الحسيان الثلاثة فتنتج نحو 900 برميل يومياً وتعود لجبهة النصرة، في حين حقل الورد ينتج نحو 300 برميل يومياً رغم احتوائه على ستة آبار ويعود للواء جعفر الطيار، فيما هنالك عدّة آبار يسيطر عليها العشائر وتنتج يومياً نحو 10 آلاف برميل، وهنالك العديد من الحقول والآبار الأخرى التي تسيطر عليها بعض الفصائل العسكريّة مع العلم أنّ إجمال الإنتاج يذهب إلى سوق أصحاب الحراقات قرب بلدة مركدة”.
ويتم توزيع النفط على عدّة أسواق في ريف دير الزور ويصل إلى أرياف حلب وحماه وادلب عبر تجّار يشترون من الأسواق المركزية في ريف دير الزور ليبيعوه بربح في المناطق الغربية، وعن مصير العائدات التي تكسبها الفصائل المقاتلة يذهب قسم منها كرواتب لأسر الشهداء والمقاتلين، ومصاريف ذخيرة وسلاح.
- معارك النفط
في سياق آخر جرت اشتباكات عنيفة الأسبوع الماضي بين أهالي قريتي الزغير والصعوه الواقعتان بريف دير الزور الشمالي وراح ضحيتها أكثر من ستة قتلى وأفادنا أحد المصادر بأنّ الاشتباكات قد جرت إثر خلاف تفاقم فيما بعد على بئر نفط.
يقول أحد أبناء دير الزور “هذه الخلافات تحدث كل فترة وفترة بين عائلات كبيرة والخلاف هو على آبار النفط فهي بالفعل مغرية، فقد عرض عليّ أحد أصدقائي من ريف دير الزور منذ فترة الاشتغال معه في بيع النفط مع أقربائه وقال لي: “سنجلب النفط الخام مجاناً ونبيعه ولكن أنت معرض لخطر النهب على الطريق إلى سوق النفط، فما رأيك بالعمل معي؟”.
الجدير بالذكر أنّ تمويل تنظيم داعش الرئيسي كان من وراء هذه الحقول ويعتبر البعض أنّ شنّ الهجوم على هذا التنظيم وطرده من مناطق الجزيرة بشكل عامل سببه الرئيسي هو الاستيلاء على النفط وليس الممارسات التعسفيّة التي كان يرتكبها التنظيم!