أخبار الآن | بيروت – لبنان (جابر المر):

في إحدى مخيمات اللاجئين السوريين بلبنان تروي “أم محمد” من مدينة عقربا في ريف دمشق كيف قتل الجيش السوري ابنها المنشق عن الجيش لرفضه القتال في صفوفهم ولوقوفه مع الثورة السورية ومع أهله وأقربائه في عقربا. رفضت أم محمد التعريف باسمها الكامل واسم ابنها واكتفت بسرد قصتها وقصة ابنها، رافضةً أيضاً أن تلتقط لها أية صور ولا لأي شخص من أسرتها مكتفيةً بقول عبارة بالعامية “يا ابني أنا أم شهيد ارحمني.. نحنا اللي شفناها ما حدا شافوا لهيك استر علينا الله يحميك ويخليلك شبابك”. وتابعت أم محمد بغصة: بعد دخول الجيش النظامي إلى المدينة لم يبق شيء على حاله، فأهل المدينة انقسموا بين المقتول والمهجر وأهم ما كانوا يبحثون عنه هو وجود عناصر من الجيش السوري الحر المنشقين عن صفوف الجيش النظامي، وابني من المنشقين اللذين هربوا من القتال في مدينة حمص وجاء إلى أهله لحمايتهم والدفاع عن مدينته.

  • ثقبوا رأسه حقداً

(أنا لم أستلم جثته إلا بعد عدة أيام وجدناها مرمية أمام إحدى البيوت بعد خروج الجيش النظامي من المدينة، كان رأسه مثقوب من الأعلى وحنجرته خارجة عن مكانها. أنت تستغرب من منظره عندما تراه، عرفته من ثيابه ولم أخف منه، وبعدها عرفنا أن طريقة القتل لم تكن رمياً بالرصاص كالإعدامات العسكرية أو بأي طريقة أخرى، وإنما ثقبوا رأسه بالحديد، فقد وضعوا قطعة حديد رفيعة وطويلة في منتصف رأسه وضربوه بالحجر وتعاون على ضربه أربعة عساكر كانوا يضربون بكل قوتهم وبشكل جماعي حتى ثقبوا رأسه وخرجت قطعة الحديد من فمه. فقد تهشم رأسه من قوة الضرب.

ما إن انتهت أم محمد من كلامها حتى غادرت مكانها وراحت تبكي وتولول مناديةً ابنها باسمه وهي تضع يديها الاثنتين على رأسها.