أخبار الآن | دير الزور – سوريا (خاص):
دورية الهيئة الشرعية والتي تتلقى الدعم من جبهة النصرة اقتحمت المنزل متذرعةً بأن تشغيل الأغاني والموسيقى أمر مرفوض وحرام، ولم يكتف من تذرع بالإسلام بالدخول إلى منزل فيه نساء في ملابس سهرة وحفلات بل أيضاً تطاول بضربهم ووصفهم بكلمات نابية لا تمس الإسلام والأخلاق بأي صلة لا من قريب ولا من بعيد فأي إسلام يتحدث عنه هؤلاء وأي شريعة يحكمون بها؟!
ولم يكتف أبو البراء التونسي عند هذا فحسب بل قام باعتقال أغلب النساء المشاركات في العرس، وزجهم بمعتقل داخل الهيئة الشرعية. هذا الفعل أثار غضب وسخط الأهالي إجتمع على إسره عدد من الفصائل المقاتلة في المدينة من أهالي دير الزور وتحركوا فوراً لمقر الهيئة ولم يخرجوا من المقر حتى تم الإفراج عن كل النساء اللواتي اعتقلهن أبو البراء التونسي وهو أحد أمراء جبهة النصرة في دير الزور وعضو الهيئة الشرعية.
وبعد أن تم الإفراج عن النساء رغماً عن أبو البراء والهيئة الشرعية خصوصاً أن هذا الفعل والانتهاك كاد أن يشعل حرباً ضد جبهة النصرة والهيئة الشرعية من قبل أهالي دير الزور، لم يتعظ أبو البراء من هذا التصرف ولم يحترم عادات وتقاليد أهل المدينة بل شن حملة إعتقالات وإختطاف طالت عدداً من الناشطين منهم فيصل دهموش وناشطين أخرين، واقتادهم الى جهة مجهولة، وذكرت مصادر داخل المدينة أن من نفذ هذا الإختطاف جبهة النصرة بعد فضح هؤلاء الناشطين لما فعله أبو البراء وعناصره في حفلة العرس واعتقال النساء.
كل هذا يندرج ضمن الخطأ الأول فقط أما الخطأ الثاني بدأت القصة مع إمرأة حامل ذهبت مع أقاربها إلى حديقة المشتل في حي الشيخ ياسين والتي تحولت لمقبرة لتقوم بدفن جنينها المتوفي، وخلال عملية الدفن وصلت دورية تابعة للهيئة الشرعية قامت بإعتقال المرأة وجلدها بتهمة الزنى، لكن المرأة وبحسب الأهالي متزوجة وإنفصلت عن زوجها منذ شهرين تقريباً وثمة شهود على هذا الأمر، لكن الهيئة الشرعية طبقت عليها حد الجلد ولا يعرف بعد كيف تم محاكمتها وتوجيه التهمة إليها وماهي المعطيات التي إستند إليها هؤلاء!
أيضاً هذا الأمر زاد من سخط الأهالي وغضبهم من ممارسات لا تختلف عن ممارسات النظام وعصاباته والتي لم تحترم حق المواطن في الحياة والعيش بكرامة، لكن للأسف لا يمكن للأهالي التدخل أو وضع حد لهذه الإنتهاكات خصوصاً أن الهيئة الشرعية تستمد قوتها من جبهة النصرة ولا يقوى أحد من المدنيين على فعل شيء أو تغير هذا الواقع السيء؟
أم الخطأ الثالث فكان في قيام الهيئة الشرعية بتنفيذ حكم القصاص بحق أحد المعتقلين أمام الناس، حيث قام أحد عناصر الهيئة الشرعية بتنفيذ حكم الإعدام عن طريق إدخال السلاح داخل فم الجاني، وإطلاق أربعة رصاصات خرجت من رأسه.
أبو ياسر أحد أهالي سكان دير الزور مستاء جداً من هذه الإنتهاكات التي تقوم بها الهيئة الشرعية وقال إن هذه الهيئة لا تقوى على فعل أي شيء من الأقوياء هي فقط تستقوي على المساكين والضعفاء في المدينة، أين الهيئة الشرعية من تجار النفط ومن يتاجر بالشعب السوري، نحن كمدنيين لا يوجد لدينا أي مكان نلجأ إليه لا نستطيع الذهاب إلى مناطق النظام هنالك أيضاً ظلم لا يرحم ولم نعد نشعر هنا بكرامة العيش عندما خرج الشعب السور خرج لأجل كرامته وحريته خرج ضد الذل والإهانة وتسلط البعض وللأسف بدأنا نرى ظلم وتسلط وإهانة من جهات وأطراف إدعت أنها تقوم بحماتينا وترعى أمننا وتسهر على راحتنا لم يعد أمامنا أي مكان نلجأ إليه لا مناطق النظام ولا حتى المناطق المحررة. ولكن الشعب السوري لن يتوقف ولن ييأس وسنستمر في محاربة الفساد والظلم من أي طرف كان.
رد جبهة النصرة نشر في مواقع التواصل الإجتماعي وجاء فيه نفي لواقعة العرس وأكد البيان أن من قام بهذا الفعل ليس أبو البراء التونسي وستقوم الجبهة بملاحقة الفاعلين وتقديمهم للمحكمة الشرعية، وجاءت بعض الردود على هذا البيان من قبل أهالي دير الزور مطالبة جبهة النصرة أن تقدم أبو البراء التونسي وأمام الناس لترى العائلة الشخص الذي قام باقتحام منزلهم واعتقال النساء أثناء الفرح، وأكد الأهالي معرفتهم شخصية أبو البراء وأنه من قام بهذا الفعل وهو من قام أيضاً باعتقال المرأة التي كانت تدفن رضيعها المتوفى، وأيضاً نفت جبهة النصرة في بيان لها أن تكون إعتقلت المرأة بشكل عشوائي بل قالت إن السبب جاء بسبب الشكوك من عملية الدفن دون موافقة الهيئة الشرعية الأمر الذي إستدعى إعتقال المرأة والتحقيق معها لكنها، لم تؤكد أو تنفي موضوع جلد المرأة بتهمة الزنى حسب ما ذكر شهود عن الحادثة.
حاولنا التواصل مع أي طرف أو متحدث رسمي بإسم الهيئة الشرعية في دير الزور أو جبهة النصرة لكن لم نجد أي رد منهم على أسئلتنا حول الانتهاكات التي حدثت بحق الأهالي.