أخبار الآن | الرقة – سوريا – (نزار محمد):
وكما قام النظام في وقت سابق بفرض قراراته الجبريّة على الأهالي مثل جعل أصحاب المحال التجاريّة بدهن واجهات محالهم بلون علم النظام وعلى تكلفتهم الخاصة، ففي مدينة الرقة يقوم تنظيم داعش بحملة على الأهالي لإجبارهم بدهن واجهات المحال التجاريّة وكتابة عليها ما يسمى (هيئة الخدمات الإسلاميّة)، ويرى مطّلعون أنّ هذه الحملة لا تختلف بتاتاً عن الحملة التي قام بها النظام ففي النهاية مجرمون حملوا نفس الهدف وغايتهم السيطرة الجبريّة على الناس.
في المقابل تناقل ناشطون قيام تنظيم داعش في منطقة منبج الكائنة بريف حلب الشرقي بإرسال النساء العاملات مع التنظيم ليتجولن على بعض المدارس في منبج، وحسب شهود عيان أجبرن بعض الطالبات في المدارس بكشف النقاب عن وجوههن وذلك من أجل العرض على الفتيات الجميلات منهن موضوع الزواج من المهاجرين، وقد انتاب الخوف معظم الفتيات مما جعل بعضهن يهرب من المدارس، وقد أثار الموضوع ضجّة عارمة في المدينة وكان محور الأحاديث اليوميّة.
في المقابل يقوم عناصر التنظيم في كل من منبج والرقة بحملات استطلاع يوميّة تستهدف البيوت الفارغة من سكّانها حسب إفادات المخبرين للتنظيم، فكلّ بيت فارغ من أهله يستقدمون إحدى عائلات المهاجرين ويحتلّون المنزل، وقد التقينا بأحد المواطنين ممن تعرض لهذه الحالة وقال للآن “لقد انتقلت بعائلتي إلى تركيا منذ حوالي الشهرين خوفاً من تصرفات داعش، منذ حوالي أسبوع أخبرني أحد جيراني في مدينة منبج بأنّ منزلي قد استولى عليه عناصر من التنظيم بعد تحطيمهم لباب البيت فما كان عليّ إلّا العودة إلى منبج لإنقاذ ما تبقّى من منزلي”. ويضيف “ولحسن حظّي و بعد وساطات وتلفيق حجج تناسب معتقداتهم أكّدوا لي بأنّهم سيعيدوا لي منزلي ولن يقوموا باقتحامه مرة أخرى أمّا الحجّة التي قالوها، أنّ كل منزل فارغ من أهله يعني ذلك أنّه يوجد بالعائلة من له علاقة بجيش الصحوات لذلك يقومون بالاستيلاء عليه!”.
شكوى إلى سيادة الرئيس
لا تبدو هذه التصرّفات التي يقوم بها تنظيم داعش في المناطق المحررة غريبة عن تلك التي يقوم بها شبيحة النظام ببعض المناطق، ففي حلب من يعشق الحذاء العسكري ينفي كل التهم التي يوجهها المعارضون لعناصر الجيش والأمن فيما يتعلق بسرقة المنازل داخل مناطق النظام في الآونة الأخيرة.
في حي الزهراء بحلب مثلاً، نهب عناصر الجيش والأمن حتّى ألبسة المدنيين فكما أفعال داعش بكل بيت فارغ من أهله يداهمونه ثم تبدأ السرقة وقد أيّد الكلام شهود عيان كانت قد سرقت بيتوهم. أحدهم قال لأخبار الآن: “حتّى المونة ما وفروها وحتى الملابس سرقوها، وأخدوا البراد والغسالة، باب البيت الرئيسي محطم، أتمنى ممن يقرا هذا الكلام أن يوصله للجهات المعنيّة”.
هكذا هي الأمور فالتصرفات التي يقوم بها تنظيم داعش مثلها مثل أفعال جنود الأسد في الأحياء الثرية بحلب. الجدير بالذكر أنّ المؤيدين لنظام الأسد باتوا قاب قوسين أو أدنى من التمرّد، فاليوم تصرفات جنوده المتعطّشين للسرقة والنهب لم تعد مقبولة بعد أن أصبحت هذه الأحياء معرضة لهجمات الثوار.