أخبار الآن | حمص – سوريا – (خاص):
فقد اعتبرت حمص أكثر المحافظات السورية تضررا، حيث أنها تصدرت قائمة الضحايا من أبنائها الذين قضوا في ظل الهجمة العسكرية التي شنتها عليها قوات النظام السوري لأكثر من عام ونصف وتأتي الآن بالمرتبة الثانية بعد محافظة ريف دمشق، حسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
ولم يكتف النظام بجعلها المحافظة رقم واحد من حيث عدد القتلى تحت التعذيب وعدد المعتقلات والعنف الجنسي الممارس ضد فتياتها وفق المصدر ذاته، بل عمد إلى حصارها لقرابة العامين في محاولة لكسر شوكتها وقتل أهلها جوعا.
“نحن سعداء” قالها عمرو الحمصي من تحت الحصار ليؤكد أن عزيمتهم لم تهن، وأن النظام لم يستطع النيل من إرادتهم في نيل الحرية. قام الحمصي بإنشاء صفحة على فيسبوك “أكلات الحصار” ينشر من خلالها صور الطعام الذي باتوا يأكلونه في حمص المحاصرة للبقاء على قيد الحياة.
وفي حديث مع أخبار الآن يقول الحمصي: “نحن مجاهدون، نصبر ونعمل لإرضاء رب العالمين، وهذا ما يشعرنا بالسعادة بغض النظر عن المقاييس المادية المتحكمة بحياتنا والمسيطرة على عقولنا.” ويشرح الهدف من إنشاء الصفحة ونشر صور طعام الحصار فيقول: “أحببت أن أري العالم تفاصيل حياتنا اليومية كمقاتلين محاصرين، أن أظهر الجانب الحقيقي من تجربتنا في الحصار.”
ويذهب في حديثه إلى أن الحياة مستمرة بالرغم من الحصار والدمار، وهم يدركون تماما أن أخبارهم باتت مملة للعالم وأن الكثيرين اتخذوا هذا الوضع كذريعة للخذلان وللهرب والتخلي عن مبادئهم.
“ما عنا أكل بس مبسوطين وعايشين” يقول بلهجته الحمصية المحببة، ويضيف أنهم كمقاتلين كان همهم الأول تأمين الطعام للعائلات، أما هم فكانوا يعتمدون على أطباق غريبة لم يُخيل لهم من قبل أن يتناولوها.
فقد باتت الحشائش وأوراق الشجر هي طعامهم اليومي، وقد يمضون لأبعد من هذا في تناول الجراد والسلاحف إن وجدت في محاولة لسد الرمق والبقاء على قيد الحياة، ومع هذا يرفضون بإباء أي نوع من الشفقة.
ويصف ضاحكا أحد وجباتهم “الفاخرة” حين قاموا بطهي أوراق شجر الأكيدنيا وأوراق شجر التوت وتناولوا “منسف” من أوراق الشجر؛ ويشرح طريقة صنع طبق “البرغلية” حيث يضعون كأسا من البرغل مع خمسة أكواب من الماء وتترك تغلي لساعات طويلة حتى تصبح ثخينة، ويضعون فوقها البازلاء مع السمن، ويردف “لم يتبق لدينا بازلاء أو سمن الآن”.
ويطلب في ختام حديثه “تعاطفكم وألمكم لمعاناتنا لا يكفي، بالتأكيد تستطيعون تقديم الكثير لمساعدتنا، فإن لم يكن فلا تبخلوا علينا بالدعاء.”
يشار إلى أن قوات النظام بدأت هجوما على مناطق حمص المحاصرة الأسبوع الفائت في محاولة لاقتحامها، إلا أن الكتائب المحاصرة ما تزال صامدة وتتصدى لقوات النظام محرزة بعض التقدم.