أخبار الآن | بيروت – لبنان – (جابر المر):

 المخرج السوري الشاب “م. س”، الذي يعمل على فيلم وثائقي في بيروت مع المهجرين، يلخص موقفه من الموضوع بقوله: (خدمة العلم في سوريا خدمة يجب تأديتها لعصابة ترتكب أقصى درجات العنف بحق الأبرياء الذين طالبو بحقوقهم)، وهو يأمل في كل لحظة لو يستطيع دخول الأراضي السورية وتنفيذ مشاريعه الفنية هناك بالأريحية التي يعمل بها في بيروت.

  أما “س. ر” الفنان التشكيلي السوري فهو يرى أن: (المشكلة أصلا في فكرة التجنيد لصالح شخص واحد تهتف باسمه صباح مساء وتعلم جيدا كم هو مجرم، لذلك أفضّل التخلف عن الخدمة دون الانشقاق عن الجيش على الأٌقل بهذه الطريقة أضمن بعد أهلي عن نيران النظام التي سيحرقهم بها كما حرق العديد من عائلات المنشقين، عندما يتعلق الأمر بك لوحدك تستطيع أن تختار أما أن تحكم بالإعدام حرقا على عائلتك فهو قرار صعب للغاية وأظن أني أضعف من أن أتخذه).

 ويشير “ط. ز” في الحديث عن طبيعة المثقف والخدمة الإلزامية:(أعتقد أن من واجبي كمثقف أن أنشر رسالة فكرية واعية أطور أفق شعبي بها لا أن أقتلهم، وأستطيع أن أقدم فني من بيروت ويصل للشام وتبقى الرسالة مستمرة).

 ويعتبر الكثير من النشطاء الثقافيين الشباب في بيروت أن الفكرة من أن تطلب للخدمة الإلزامية ليست فقط لأن النظام تنقصه الكوادر فهو بات يستعين بكل شياطين الأرض ليقتل شعبه إنما تكمن الفكرة في تهجير الشباب المثقف المدرك لما يجري على الأرض ولديه رؤيته ولا تنقصه الحلول، (يشعرك النظام بأنه يكرهك لمجرد أنك تستطيع التعبير عن نفسك ولديك الملكات والمفردات الكافية لذلك، فعندما تقف على أحد الحواجز إياك أن يشعر العسكري بأنك فنان أو مثقف عندها سيتعمد إيذائك بالطريقة التي يستطيع أن يؤذيك بها)، هكذا ينصحنا “خ. أ” الذي عانى سابقا على حواجز النظام فقط لأنه كان يبرز بطاقة المعهد العالي للفنون المسرحية.

 يحلم الشباب السوريين في كل مكان أن يعودوا لمتابعة نشاطهم الفني والثقافي والفكري من داخل عاصمتهم دمشق فلا مكان بالعالم أولى بهم منها لكن الطغاة يكرهون المبدعين فشرط الإبداع زوالهم.