أخبار الآن | دير الزور – سوريا – (أيمن محمد):
يحاول داعش السيطرة على محافظة دير الزور، من خلال تضييق الخناق على الجيش الحر و”جبهة النصرة”، تزامناً مع شن النظام هجوماً من داخل المطار العسكري على المناطق المحررة في ديرالزور.
لماذا البوكمال؟
يؤكد “أبو أسامة” قيادي في الجيش الحر، أن البوكمال ذات أهمية لداعش كونها خاصرة التنظيم بين أهم معقلين له في الأنبار العراقية والرقة السورية، وحلقة وصل بين العراق وسورية، ونقطة ارتكاز لمهاجمة مدن محافظة دير الزور التي تتعرض لحملة عسكرية ممنهجة يقودها تنظيم داعش ونظام الأسد.
ويضيف: “هدفهم الوصل بين عمقهم الاستراتيجي في الأنبار ومعقلهم الرئيسي في مدينة الرقة، وتوسيع نفوذهم داخل المناطق الشرقية والشمالية الشرقية من سورية، والسيطرة على أهم حقول النفط في كل من الحسكة ودير الزور”.
ويردف بالقول: “يقود حملة داعش على البوكمال المدعو “صدام الجمل” أمير لدى داعش، بهدف الانتقام من المدينة عموماً والثوار وجبهة النصرة خصوصاً، بعد مقتل شخصان من أبناء عمومته خلال المعارك المندلعة مع التنظيم سابقاً”.
ويؤكد أن الوضع الميداني حول المدينة لصالح الثوار بعد انسحاب التنظيم إلى منطقة المحطة الثانية، التي تبعد حوالي 90 كيلو متر عن المدينة بعد تكبدهم خسائر فادحة إثر وصول تعزيزات إلى المدينة. وتقع البوكمال على الحدود السورية – العراقية، على أطراف محافظة دير الزور الغنية بآبار النفط.
وحررت المدينة في شهر تشرين الثاني 2012 من قوات النظام، ونالت تحريرها الثاني بعد طرد داعش في 10 شباط 2014 بعد ثلاثة أيام من المعارك مع الثوار و”جبهة النصرة”. وسيطروا على البوكمال، بعد طرد لواء إسلامي “الله أكبر” بايع داعش.
صدام الجمل
وأصدرت الهيئة الشرعية، والمجلس المحلي، وعدد من فصائل الجيش الحر، في مدينة القورية، بياناً، قرروا فيه إهدار دم “صدام الجمل” قائد لواء “الله أكبر” سابقاً، وأحد أمراء تنظيم داعش حالياً، والمنحدر من مدينة القورية، جراء ارتكابه مجزرة في البوكمال قبيل أيام.
وأكد البيان: “منع المجرم صدام الجمل من دخول مدينة القورية، وفي حال دخوله، فهو ومن يأويه، هدف مشروع للجيش الحر، وأن أهالي القورية يتبرؤون من الأشخاص الذين شاركوا من مدينة القورية في الهجوم على أهلنا في البوكمال، ويؤكدون أنهم مرتزقة جندهم المجرم صدام الجمل ويحق لأهل البوكمال ملاحقتهم ومحاكمتهم وفق الشريعة الاسلامية”.
عشائر دير الزور
يقول أحد وجهاء مدينة دير الزور، لـ”أخبار الآن”، أن وضع المدينة والمحافظة بخير، وأن هناك اتفاق عام بين العشائر على منع داعش من دخول المحافظة بعد طردها، مؤكداً أنه لا توجد أي منطقة تحت سيطرة التنظيم منذ طرد داعش.
ونفى دخول أعداد كبيرة لعناصر داعش عبر الحدود العراقية أثناء اندلاع مواجهات البوكمال، مؤكداً أن التنظيم أرسل حوالي 800 عنصراً من طريق البادية قادمين من معقلهم الرئيسي في الرقة، ودخل بعض العناصر من العراق ولكن بأعداد قليلة. ويؤكد أن الثوار يقومون بتعزيز تواجدهم وتمركزهم داخل مدينة دير الزور تحسباً لأي عمليات غدر من قبل تنظيم داعش أو نظام الأسد.
ويضيف: “أن داعش حاولت التقدم باتجاه مدينة الموحسن، بالتزامن مع اندلاع اشتباكات بين الثوار وقوات النظام على جبهة المطار، مشيراً إلى وجود خطة مرسومة بهجوم التنظيم والنظام على مناطق عدة في ديرالزور، ولكن الثوار أفشلوها ونجحوا في الحفاظ على المناطق الواقعة تحت سيطرتهم”.
ويشير إلى أن داعش تهدف للسيطرة على آبار النفط في ريف ديرالزور الشرقي، مؤكداً أنه من الصعوبة السيطرة على هذه المناطق لأن هناك ألوية وكتائب كثيرة حول هذه الآبار، منوهاً إلى أن اشتباكات تندلع في كل من قريتي “مويلح” و”الحصين” بالريف الشرقي في محاولة للتقدم باتجاه آبار النفط.
وينهي بالقول: “داعش تفتقد للحاضنة الشعبية في دير الزور عموماً والكتائب على أهبة الاستعداد لمواجهة التنظيم والنظام بآن واحد”.
– بيان زعماء عشائر القورية والجيش الحر وجبهة النصرة ضد تنظيم داعش في دير الزور