سوريا، 14 أبريل 2014، وكالات –
وأشار نضال شيخان, مسؤول العلاقات الخارجية في المكتب, إلى وجود بعض الهجمات التي لم يتمكن المكتب من توثيقها بسبب “صعوبة التواصل والتنقل داخل الأراضي السورية”.
وأضاف شيخاني أن آخر مرة استخدمت فيها قوات النظام الغازات السامة كانت, أول من أمس, حيث سقط أربعة قتلى بينهم طفل, وعشرات المصابين بحالات اختناق بين المدنيين في قصف على بلدة كفر زيتا بريف حماة الشمالي (وسط) ومدينة حرستا بريف دمشق الشمالي(جنوب).
ورجح وقوع وفيات جديدة بين المصابين وذلك لكثرة عددهم والنقص الحاد في الكوادر الطبية والمواد الإسعافية في المنطقتين المستهدفتين.
وأشار إلى أن استهداف حرستا بالغازات السامة, أول من أمس, جاء للمرة الثانية خلال أقل من عشرة أيام, حيث سبق أن استهدفت قوات النظام المدينة التي تسيطر عليها قوات المعارضة في 4 أبريل الجاري, بغازات سامة ما أدى لوقوع قتيلين وعشرات المصابين بحالات اختناق بين المدنيين.
وفيما لم يؤكد المسؤول الدلائل التي استند إليها في توثيقه للهجمات الكيماوية التي أحصاها أو نوع الأسلحة المستخدمة, قال خبير سوري في الفيزياء النووية إن التحقق بشكل “جازم” من استخدام الأسلحة الكيماوية أو الغازات السامة, وتحديد نوعها يحتاج إلى اختبار الحمض النووي أو الـ”دي إن أي” للمصابين, وذلك من قبل خبراء مختصين في هذا المجال.
قصف واختناقات
وتعرض سكان في بلدة كفرزيتا في ريف حماة لحالات من التسمم والاختناق اثر القاء الطيران «براميل متفجرة» على البلدة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطين.. فيما ذكر التلفزيون الرسمي ان «جبهة النصرة» تقف خلف الهجوم.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لفرانس برس «قصفت طائرات النظام كفرزيتا ببراميل متفجرة تسببت بدخان كثيف وبروائح ادت الى حالات تسمم واختناق، نقل اصحابها على الاثر الى المشافي».
ووقع هذا القصف امس الاول الجمعة. وكتبت صفحة «تنسيقية الثورة في حماة- كفرزيتا» على فيسبوك، ان النظام قصف البلدة «بغاز الكلور ولدينا اكثر من 100 حالة اختناق واصبحنا نعاني نقصا كبيرا بالمواد الطبية».
وبث ناشطون اشرطة على يوتيوب تظهر اطفالا وشبانا بدا عليهم الاعياء، ويعانون السعال والاختناق. واظهر احد الاشرطة ثلاثة شبان مستلقين في مشفى ميداني، ووضعت على وجوههم انابيب اوكسجين. وقال طبيب ان القصف ترك «مواد تميل الى اللون الاصفر».
واضاف «انتشرت رائحة تشبه رائحة غاز الكلور، نتج عنها اكثر من مائة مصاب بينهم اطفال وامرأة»، مشيرا الى ان هذا الغاز «يسبب تهيجا في القصبات والطرق التنفسية العلوية والسفلية».
وظهر في شريط ثان اربعة اطفال ممددين على سرير، في حين يقوم شخص بتقديم اسعافات اولية الى شاب على الارض وهو شبه غائب عن الوعي.
وازدحمت الغرفة الصغيرة بقرابة عشرين شخصا، بينهم اطفال تمددوا على سريرين وهم يبكون ويسعلون. كما بدا شخص في طرف الغرفة يحاول تنشق الاوكسجين مباشرة من قارورة كبيرة، قبل ان يتمدد ارضا.
النظام يتهم «النصرة»
في المقابل، اتهم التلفزيون السوري «تنظيم جبهة النصرة الارهابي بضرب سائل الكلور السام على بلدة كفرزيتا»، قائلا ان الهجوم ادى الى «استشهاد اثنين واصابة اكثر من 100 من اهالي البلدة بحالات اختناق».
معارك طاحنة في حلب
في غضون ذلك، تدور معارك عنيفة على مسافة قريبة من مركز المخابرات الجوية في غرب مدينة حلب، وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان «انها الاعنف منذ بدء اعمال العنف في حلب (فبراير 2012) والاكثر قربا من مركز المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء».
واشار الى ان الاشتباكات اندلعت بعد منتصف الليلة قبل الماضية واستمرت طيلة يوم امس. وذكرت الهيئة العامة للثورة ان «الطيران يقصف بالرشاشات الثقيلة حي الليرمون (شمال غرب المدينة) ومحيط فرع المخابرات الجوية».
واشار المرصد الى حركة نزوح كبيرة لاهالي الحي الى مناطق اخرى من حلب، «خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وكان الطيران قد واصل قصف احياء عدة في حلب، وقتل اربعة مقاتلين للمعارضة في احدى الغارات الليلية على حي الراشدين شرق المدينة.
وفي المقابل، افاد المرصد عن مقتل عشرة مواطنين بينهم خمسة اطفال اثر سقوط قذائف اطلقتها كتائب اسلامية مقاتلة على احياء خاضعة لسيطرة النظام في حلب