لبنان، 14 أبريل 2014، رويترز –
تحاول دور السينما في مدينة طرابلس اللبنانية مقاومة تداعيات الأزمة السورية، بعدما كان الانترنت والقنوات الفضائية أثرا على مرتاديها سلبًا، ما أضاف معاناة إليها لم تتكن تتوقعها يومًا، في ظل موجات العنف التي تتعرض لها المدينة الساحلية .. تفاصيل أوفى في التقرير التالي.
شكلت دور السينما في مدينة طرابلس الساحلية في شمال لبنان مقصدًا لسكان المنطقة، إلا أن النزاع المستمر في سوريا منذ أكثر من ثلاثة اعوام، حرمها زحمة مرتاديها والأفلام الجديدة، فباتت مهجورة وطالتها يد الإهمال.
الأنشطة الترفيهية والفنية تراجعت في المدينة التي ابتليت بسلسلة من أعمال العنف أججتها الأزمة الدائرة في سوريا، في منطقة باب التبانة كانت أربع دور للعرض السينمائي تعمل بنشاط على مدار العام إلى أن أغلقت أبوابها قبل سنوات، خوفاً من اعمال العنف.
أهالي طرابلس تحسروا على الأيام السالفة التي كانت فيها مدينتهم تشتهر بالفن والثقافة، قبل أن تغتال بسلاح الإنترنت والفضائيات.
وقال رجل من سكان طرابلس يدعى محمد الزعبي “من زمان.. من أيام التسعينات تقريبا.. كانت سينما تزدحم بالمتفرجين. أذكر أن المتفرجين كانوا يأتون إلى هنا لمشاهدة الأفلام العربية والهندية والأجنبية. الآن مثلما تشاهدون صارت كالمزبلة.. لا أحد يهتم بها بسبب الساتلايت والدي في ديهات (الأقراص المدمجة)”.
لكن لبنانية أخرى تدعى ميشلين، عزت تراجع العروض السينمائية في طرابلس إلى الخوف من أعمال العنف.
وقالت “للأسف في طربلس لم يعد هناك سينما بمعنى السينما التي يرتادها الناس للتسلية والرفاهية. صار عندنا خوف في طرابلس. صار الواحد منا يخاف من أن يمشي في الشوارع لعل أحدهم يقتنصه من مكان ما أو تصيبه أو قنبلة من مكان آخر. لا يعرف إلى أين يريد أن يذهب.. في التبانة من قبل، كانت توجد أربع سينماءات.. للأسف لم يبق شيء.. كان من قبل عندنا فن المسرح.. الآن صار عندنا شيء اسمه فن السلاح.. أتمنى من كوادر طرابلس ليس فقط السياسيون بل ايضا الشعب، أن يهتموا بالفن أحسن من أن يهتموا بالسلاح.”
رجل آخر من أهالي طرابلس يدعى حسين سيف تحسر على الأيام السالفة التي كانت فيها مدينة طرابلس مركزا للفن والثقافة.
وقال “ماذا تريدني ان احكي عن أيام طرابلس.. طرابلس التي كانت توجد فيها سينماءات كما كانت توجد سينماءات في كل لبنان. كانت هناك ثقافة السينمات وثقافة المسارح. كانت هنا في الشمال وتحديدا بطرابلس.. في باب التبانة التي أصبحت الىن مليئة بالمشاكل والحرب كانت ثقافتها سينما. كانت فيها أربع سينماءات لم تبق منها ولا واحدة الآن.. كنا نقف في طوابير حتى نستطيع الحصول على تذكرة دخول اليها.”
ولم يتبق في طرابلس في الوقت الراهن سوى دار واحدة للعرض السينمائي داخل مركز للتسوق متعدد الطوابق.