ازدادت معدلات هجرة وتواجد النازحين السوريين في مدينة غازي عينتاب، بسبب استمرار القصف على المدن والقرى المتاخمة لتركيا، وتزايد حجم الدمار والخراب، وانقطاع سبل العيش وفرص العمل في سورية.. أخبار الآن دخلت أحد هذه الملاجئ، والتقت مجموعة من السوريين كانوا يقومون بتجهيز طعام العشاء في ظل انقطاع التيار الكهربائي.
كانت الغرفة مظلمة ومعدل الرطوبة كبير، الأرضيات غير مبلطة، دار الحديث عن حياتهم اليومية في المدينة، يقول “أحمد الهاشم” أحد العمال السوريين لأخبار الآن: “كنت أقطن حي الحيدرية، وكنت أعمل في ورشة خياطة، لكن بعد تعرض الورشة للقصف من قبل طيران الأسد الحربي خرجت من حلب منذ ما يقارب العشرين يوما، وتركت عائلتي تحت براميل الموت التي تُمطر المدينة يومياً، جئت إلى هنا بحثاً عن أي عمل يساعدني في تأمين حاجات عائلتي في حلب ويسد رمقي هنا”.
ويضيف الهاشم: “أنا غير قادر على دفع أجرة بيت في المدينة، إن وجد، فدخلي قليل جدا، لذلك جئت إلى هذا الملجأ أو الفندق كما يسمونه، كونه دافئ ورخيص، وأعمل الآن عامل دهان.. نعاني من الازدحام حتى أننا نضطر للنوم في بعض الأوقات أكثر من 15 شخصا في غرفة واحدة داخل الملجأ، وعلي الانتظار ما يقارب الساعة أحياناً لكي يأتي دوري لدخول الحمام”.
يقول محمد العلي، أحد المقيمين في الملجأ لأخبار الآن: “كنت أعمل في إحدى الهيئات المدنية في منبج بريف حلب، بعد أن سيطر داعش على المدينة، أصبحت مطلوبًا لدى التنظيم بسبب نشاطي المدني.. خرجت إلى مدينة غازي عينتاب، أعمل الآن في مطعم بأجرة يومية قدرها 17 ليرة تركية، بينما مصروفي هنا يتجاوز ذلك، لم أجد عملا غير ذلك وتكاثرت علي الديون”.
يقول مصطفى ياسين، المقيم في المجأ منذ شهر: “بالنسبة للطعام، نقوم بتقسيم أنفسنا إلى مجموعات، كل غرفة مجموعة، ونتشارك بالطعام والشراب، يأتي في نهاية كل يوم الشخص المشرف على هذا المسكن لكي يأخذ إيجار المبيت اليومي، وكل يوم يأتينا نزلاء جدد لانعرفهم ونتعرض لسرقات في بعض الأوقات!”.
يتألف الملجأ الواحد من ثلاث غرف تحت الأرض، وتعاني هذه المساكن من عدم تبليط الأرضيّات وقلة المياه، وارتفاع نسبة الرطوبة فيها، وانقطاع التيار الكهربائي في بعض الأوقات. وتستخدم الغرفة الواحدة للنوم ومكان للطعام والجلوس في نفس الوقت، ويشترك أكثر من خمس وثلاثين شخصاً بحمام واحد!.
يذكر أن هذه الملاجئ تؤجر يومياً بخمس ليرات تركية للشخص الواحد، أي ما يعادل دولارين، ويأتي تأجير هذه الملاجئ ضمن استغلال حاجات النازحين السوريين الذين لا يجيدون اللغة التركية، ويبحثون عن أماكن تأويهم، لكن يتم استغلال ظروفهم من قبل أفراد، تقدم حكومتهم للاجئين السوريين مالم تقدمه دول عربية مجاورة.