جنوب دمشق، سوريا، 10 ابريل، (سوزان أحمد، أخبار الآن)

 بدأ الخوف ينتشر بين أهالي أحياء جنوب دمشق بعد التسريبات عن عقد اجتماع أمني مصغر بين قادة من الثوار وقادة من تنظيم داعش من جهة مع ضباط من نظام الأسد من جهة أخرى، في إطار إتمام تنسيق انسحاب ألوية أبابيل حوران وداعش من مناطق جنوب العاصمة السورية.

 وبحسب المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه لدواع أمنية، خرج قادة من ألوية أبابيل حوران وداعش مستقلين أربع سيارت دفع رباعي عبر حاجز لقوات النظام في منطقة ببيلا وذلك لمقابلة مسؤولي الأسد لترتيب أمور الانسحاب من جنوب دمشق، وعادوا بعد بضع ساعات مجتازين الحاجز نفسه دون التعرض لهم. 

 ويؤكد ناشطو المنطقة أن الفصائل المسلحة التي عزمت الانسحاب قد أعدت العدة وجهزت الأمور اللوجستية للانسحاب “رحلة الفرار العظيم” على حد تعبيرهم.

 في هذه الغضون بدأت الفصائل والتنظيمات التي تعتزم الانسحاب بث إشاعات تهدف إلى زعزعة وتخويف الفصائل والتشكيلات العسكرية الرافضة له والواصفة إياه بالتخاذل والخيانة، مما قد يودي بالمنطقة إلى الغرق في حالة من الفوضى يكون الخاسر الأكبر فيها المدنيون والفصائل التي قررت الصمود، بحسب المصدر ذاته.

 ويحذر الناشط (ن.ر.) المقيم في جنوب دمشق والذي فضل إخفاء اسمه لضرورة أمنية، أن تداعيات الانسحاب من المنطقة ستكون خطيرة جدا وخاصة على الجبهات القريبة من دمشق مثل جبهتي داريا والغوطة الشرقية.

  ويتابع حديثه لأخبار الآن: “سيوجه النظام جنوده المحاصِرين لجنوب دمشق والمليشيات المساندة لهم إلى جبهات أخرى كونه حيّد المنطقة عن المواجهة في نصر تاريخي أهدي له، كما وأنه سيوسع ويحكم الطوق الأمني المفروض حول العاصمة دمشق”.

 ويشير الناشط إلى أن أخطر ما في الأمر هو الأثر النفسي والمعنوي السلبي الذي سيؤثر في أداء مختلف الفصائل المسلحة العاملة على الأراضي السورية، بسبب استبعاد جنوب دمشق من خارطة العمل العسكري.

  في حين يعزو الناشط سبب الانسحاب إلى التخاذل عن نصرة المنطقة وعدم دعمها :”حاصر النظام يلدا وببيلا ومخيم اليرموك والحجر الأسود والتضامن لأكثر من عام، وتقاعس الجميع عن فك الحصار وعن دعم المنطقة عسكريا وإنسانيا بمن فيهم الفصائل العسكرية العاملة في المناطق المجاورة”.

 ويرى أن الحل يكمن بمنع هذا الانسحاب الوشيك وبتدعيم جبهة المنطقة من خلال مؤازرتها من قِبل الجبهة الإسلامية وقيادة الأركان، “كما وينبغي على وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة أن تكون على اطلاع بما يجري وأن تتابع الأمور من كثب”.

 من جهة أخرى يتهم أحد المقاتلين المنشقين عن داعش في جنوب دمشق بأن التنظيم يرعى هذا الانسحاب يأتي بالتواطئ مع النظام، في حين يحاول إظهار عكس ذلك. 

 ويضيف المنشق الذي رفض الكشف عن اسمه: “أصدر تنظيم داعش شريطا مصورا يتغنى به باسترجاع بلدة ببيلا من قبضة النظام بعد إعلان الهدنة، إلا أننا شاهدنا بأم أعيننا دخول مسؤولي النظام إلى المنطقة برفقة سيارات التنظيم.”

 ويتحدث بحرقة عن تكفير وتخوين كل من يعارض سيناريو الانسحاب ما قد يعرضه لخطر التصفية بدم بارد فيقول: “كنت أعتقد أن النظام يتفرد باتهام معارضيه بالخيانة ويتفنن بالإشارة لمؤامرات تحاك ضده، إلا أن ذلك حال كل مجرم” وتحدث عن تصفية تنظيم داعش لبعض معارضيه على طريقة المافيا العالمية”.