أخبار الآن | ريف حلب – سوريا – (رامي سويد):
وتأتي أهمية التلة من إشرافها على طريق الباب – حلب الذي كان قبل سيطرة قوات النظام على اللواء 80 في بداية العام الحالي أحد اهم خطوط إمداد الثوار إلى المدينة. وقد حاولت قوات النظام السيطرة على التلة أكثر من مرة في الشهرين الأخيرين، لكن جميع محاولاتها باءت بالفشل بسبب الدفاع المستميت الذي قام به الثوار المرابطون على التلة الفترة الأخيرة. ويبرر أبو محمد الكردي أحد عناصر جبهة النصرة المنسحبين من التلة سبب سقوط التلة الاستراتيجية بيد قوات النظام بقوله: “استخدمت قوات النظام في الايام الاخيرة سياسة الارض المحروقة، قامت بقصف كل شبر من التلة بعدة قذائف، كان التمهيد الناري الذي استخدمته قوات النظام جنونيا وغير مسبوقا”.
وعن موقف عناصر تنظيم “داعش” من تقدم قوات النظام إلى التلة يقول أبو محمد: “قوات التنظيم كانت قريبة جدا من نقاط الاشتباك حيث تسيطر على طريق الباب – حلب القريب وصولا إلى بلدتي صوران الباب وشامر، ولم تساهم أبدا بالدفاع عن تلة الطعانة بل أنها على العكس قامت بقطع طرق الامداد الشرقية عن قوات الثوار المتمركزة في التلة، بل أن التنظيم وفوق كل ذلك يقوم الآن بحشد المئات من عناصره في منطقتي(تل الجيجان والشيخ كيف) الواقعتان شمال المدينة الصناعية على بعد 10 كيلومترات من أجل محاولة دخول الريف الشمالي لحلب من جديد ومهاجمة مدرسة المشاة، والتي تعني سيطرة داعش عليها حصار حلب المحررة بالكامل وفصلها عن الحدود التركية التي تعتبر شريان الحياة بالنسبة للثوار الموجودين في حلب”.
وكانت قوات الثوار تمكنت في الشهر الماضي من إفشال خطة قوات النظام الساعية لحصار حلب المحررة من خلال السيطرة على الشيخ نجار والمدينة الصناعية وصولا إلى سجن حلب المركزي المحاصر من قبل الثوار منذ أكثر من سنة، لتضطر قوات النظام تغيير استراتيجيتها، فبعد عدم تمكنها من السيطرة على مجبل الشيخ نجار والمدينة الصناعية اتجهت في الايام الأخيرة للتقدم من تلة الزرزور باتجاه الشمال نحو تلة طعانة التي تمكنت من السيطرة عليها.
ليصبح التحدي الجديد الآن أمام قوات الثوار تحديا مزدوجا، يشمل التصدي لقوات النظام التي تهاجم المدينة الصناعية من محورين، والتصدي لعناصر تنظيم “داعش” الذي يحشد لمهاجمة مدرسة المشاة القريبة.