درعا، سوريا، 5 أبريل، (عبد الحي الأحمد، أخبار الآن)
منذ اندلاع الثورة السورية، لم يتوان النظام عن تدمير البلدات والمدن الثائرة ضده بكافة الوسائل المتاحة لديه، وفي كل مرة يطبّق الثوار حصارهم على الثكنات العسكرية تتوجه عيونهم نحو الخلاص والتحرير للسير إلى الثكنة التي تليها، ولكن ليس بالنسبة للجميع.
من هم لصوص الثورات ..
في هذه الأثناء ينتظر كثير من ضعفاء النفوس اقتحام هذه الثكنات وسيطرة الجيش الحر عليها وذلك لسرقة ما تحتويه من أثاث ونوافذ وأبواب وأكبال وكل ما يمكن حمله، بل وحتى الأشجار يتم قطعها وأحيانا أو قلعها من جذورها. كثير من لصوص الثورة ينتظرون لحظة الاقتحام التي يعتبرونها اللحظات الذهبية لزيادة ثرواتهم الدنيئة على حساب الغير.
من هم لصوص الثكنات المحررة؟
يقسم هؤلاء اللصوص إلى قسمين، القسم الأكبر: ممن يدعون انتمائهم للجيش الحر فهم يحملون السلاح دوما ولكن لا يشاركون في الأعمال القتالية ويعتبرون ظواهر لفظية تتبجح ببطولات لم يشاركوا فيها. القسم الثاني: هم مدنيون ممن يقطنون في المدن المجاورة للقطع العسكرية المحررة، فهم يجدون في سرقة محتويات هذه الثكنات انتقاما منها وفرصة لتعويض خسائرهم التي لحقت بممتلكاتهم نتيجة القصف، متناسين كل الكلام الذي يتحدث عن إعادة تفعيلها لصالح الثورة.
عشرات الكتائب والثكنات العسكرية والأبنية الحكومية في درعا تم تدميرها بالكامل بعد تحريرها، ولكن ليس بتفجيرها، بل بنهب كل محتوياتها، الأمر الذي يحرم المنطقة مستقبلا من البنية الأساسية للجيش السوري الحر ما بعد نظام الأسد.
القطع العسكرية المدمرة ..
هنالك قطع عسكرية دمرت بالكامل في محافظة درعا وهي:
كتيبة الرادار بمنطقة النعيمة: والتي كان من الممكن الاستفادة منها في الوقت الراهن.
المساكن العسكرية في بلدة صيدا: فلو بقيت على حالها لكانت الحل الأمثل لقرابة خمسة آلاف لاجئ.
جمرك درعا القديم: يحتاج إلى عشرات الملايين لإعادة تفعيله في حال وافقت السلطات الأردنية على فتح المعبر المقابل والتعامل مع الثوار عوضا عن النظام.
وآخرها السجن المركزي في درعا (سجن غرز): الذي ما إن تم تحريره حتى دخلت أفواج اللصوص إليه وأعادته خلال زمن قياسي إلى نقطة الصفر.
وعلى هذا فالكثير من القطع العسكرية أصبحت خارج الخدمة كليا، وقد صرّح “محمد الشرعي” وهو مقاتل في الجيش الحر لأخبار الآن: “بعد تحريرنا حاجز صوامع الحبوب منذ عدة أيام فقدنا قرابة 60 شهيدا خلال المعركة وأكثر من مئة جريح، لنفاجئ بعد تحرير الحاجز الذي يحوي قرابة خمسة وثلاثين ألف طن من القمح بالإضافة إلى معدات وآليات ضخمة، قدوم عشرات المسلحين مباشرة بعد تحرير الحاجز لسرقة الصوامع، وعندما رفضنا إدخالهم رفعوا السلاح وتحدوا قرار المنع. وذلك بسبب عدم وجود آلية منظمة من قبل غرفة العمليات للتعامل مع النقاط العسكرية بعد تحريرها الأمر الذي أجبرنا على إدخالهم خشية الاشتباك معهم ووقوع خسائر جديدة”.
وفيما فرحة النصر ترعش أجساد الثوار وتنسيهم الغنائم، وتنسي المصابين آلام جراحهم؛ تغمر فرحة أخرى ضعاف النفوس هي فرحة الثروة التي قد يجنونها خلال ساعات قليلة على حساب دماء الشهداء والجرحى التي بذلت في سبيل الخلاص.