حلب، سوريا، 5 أبريل، (رامي سويد، أخبار الآن)
أُطلق سراح “أمل” ذات الأربعة والعشرين عاماً منذ اسبوعين بعد اعتقال لمدة شهر ونصف في فرع المخابرات الجوية بحلب، “أمل” طالبة في كلية الهندسة المدنية في جامعة حلب، قررت أن تتوجه إلى مناطق سيطرة النظام في حلب لتكمل ما تبقى لها من مواد السنة الأخيرة في الكلية، إذ أن طول مدة الحرب أستنفذ صبرها، ولم تعد قادرة على الانتظار لمزيد من الوقت.
توجهت أمل منذ شهرين من البيت الذي تسكنه مع أهلها في الريف الشمالي لحلب باتجاه بيت تستأجره صديقة لها في حي “جمعية الزهراء” بحلب، بعد أقل من أسبوعين من إقامتها مع صديقتها، داهم مسلحون تابعون لفرع المخابرات الجوية المنزل، قاموا بتفتيشه بشكل دقيق، ثم قاموا باقتيادها دون أن يسمحوا لها بارتداء ثيابها باتجاه فرع الجوية بحلب.
تروي “أمل” لأخبار الآن تفاصيل الظروف القاسية التي مرت بها أثناء فترة اعتقالها، ومشاهد الإذلال الممنهج التي عاشتها وشاهدتها في الفرع سيء الصيت ، حيث تم وضعها في غرفة منفردة في الممر رقم واحد في القبو، الغرفة كانت ابعادها مترين بمتر وربع، كان للغرفة بحسب وصف “أمل” منفذين على العالم فقط، المنفذ الأول هو عبارة عن فتحة صغيرة يتحدث من خلالها السجان مع المعتقلين، والمنفذ الثاني هو عبارة عن طاقة صغيرة مفتوحة على الممر الذي يتم فيه التعذيب، في هذه الغرفة يفقد المعتقل الاحساس بالوقت بحسب أمل، فلا يمكن أن يميز بين النهار والليل، ولا يمكن له سوى أن يعيش التعذيب بشكل دائم مع أنات وصيحات المعتقلين الذين يذوقون الويلات في الممر المجاور.
بعد ثلاثة أيام من اعتقالها تذكر أمل أنها عُرضت على التحقيق للمرة الأولى، ما أن انتهى المحقق من سؤالها عن اسمها وعمرها ودراستها إلا وطلب إلى مساعده أن يبدأ بضربها، كان الضرب يتم بواسطة “كرباج حديدي” بالإضافة إلى اللكم والركل ، في مراحل التحقيق الثانية تروي أمل أنها تعرضت للتعذيب باستخدام الاهانات جنسية، كالتعرية والاغتصاب.
بالنسبة لوسائل التعذيب التي تستخدم ضد المعتقلين الذكور تذكر “أمل” أن هذه الوسائل لا تختلف كثيرا عن الوسائل المستخدمة ضد المعتقلات الاناث، حيث أنهم يتعرضون للضرب المبرح والشبح والتعذيب بالكهرباء وحتى الاغتصاب، وبشكل متكرر وشبه دائم.
تصف “أمل” عملية الشبح بأنها عبارة عن تعليق المعتقل من يديه بسلسلة حديدية مربوطة إلى قضيب ضخم مثبت بالسقف بحيث تلامس رؤوس اصابع رجليه الأرض، تعرضت أمل للشبح لثلاث ليال، لم يتم ضربها كثيرا أثناء شبحها، لكنها تذكر أنها كانت تشاهد الشباب المشبوحين في الممر شبه عراة، الدماء كانت تسيل من ظهورهم وبطونهم وارجلهم، كان معظمهم غائبا عن الوعي، كان السجانون يسكبون الماء البارد عليهم عند فقدانهم الوعي لكي يتجدد احساسهم بالألم.
بالنسبة للطعام المقدم للمعتقلين، تذكر “أمل” ان المعتقل يحصل على وجبتين في اليوم، وجبة صباحية هي عبارة عن رغيف خبز مع قطعة جبن فاسد أو ملعقتي لبنة وبضع حبات زيتون، ووجبة مسائية هي في معظم الأحيان رغيف خبز وقطعة بطاطا مسلوقة مليئة بالتراب.
تم اطلاق سراح “أمل” بعد شهر ونصف من اعتقالها، لم تعترف بتعاملها مع كتائب الثوار أو بوجود أقرباء لها في صفوفهم، كما أن محققي فرع الجوية لم يكونوا على علم بانتساب أثنين من أخوتها إلى صفوف الثوار، ذلك أنها اعتقلت في الاساس لمجرد كتابة أحدى زميلاتها في الكلية تقريرا أمنيا قالت فيه: أن “أمل” تدافع عن الإرهابيين في المجالس وهي من ريف حلب الشمالي، الأمر الذي كان كافيا لاعتقالها واغتصابها..!
“الشـَبْحْ”: اسلوب تعذيب ينتهجه النظام في السجون السورية