الغوطة الشرقية، ريف دمشق، سوريا، 29 مارس، (محمّد صلاح الدّين، أخبار الآن)

عناءٌ كبير وصعوبات جمّة واجهت قافلة المساعدات الأممية التي دخلت الغوطة الشرقيّة بعد ظهر اليوم السبت 29 آذار مارس بتنسيق مشترك مع منظمّة الهلال الأحمر العربي السوري.

 عيسى عبد العزيز أحد أعضاء الوفد الأممي الذي دخل برفقة القافلة تحدّث لأخبار الآن عن أبرز تلك الصعوبات والتي قال إنّها تبدأ من دمشق إذ يضع النظام العراقيل في وجه أي محاولة للأمم المتحدة وبرنامج الغذاء العالمي تسعى لتخفيف معاناة المحاصرين في الغوطة الشرقيّة وجنوب دمشق ويسعى مسؤولو النظام إلى توجيه القوافل إلى مناطق يختارها بنفسه متذرعاً بوجود “إرهابيين” في الغوطة الشرقية وهو ما يعرض القوافل والقائمين عليها للخطر بحسب زعم النظام”.

 

يضيف عبد العزيز :”إصرارنا على إيصال المساعدات إلى الغوطة الشرقيّة أجبر النظام على السماح للقافلة بالتحرّك برفقة الهلال الأحمر ولكن ثاني الصعوبات هي ما جرى على حاجز مخيم الوافدين حيث احتجزنا لفترة زادت عن الساعة ونصف تعرضّت خلالها المنطقة القريبة من الحاجز لقصف بالهاون مع إطلاق نار متقطّع الهدف منه إخافة أعضاء الوفد الأممي وإجبارهم على العودة إلى دمشق وبالرغم من ذلك تمكنّا من الدخول بحماية كتائب الجيش الحر التي كنا على تنسيق مسبق معها وقدّمت لنا التسهيلات اللازمة داخل الغوطة لنتمكن من القيام بعملنا على أكمل وجه”.

 

ولدى سؤالي السيد عيسى عن حجم المساعدات التي أُدخلت اليوم إلى الغوطة وعدم تناسبها مع حاجة مئات الآلاف المحاصرين قال: “لا يمكن لنا إدخال كميات كبيرة دفعة واحدة، زرنا الغوطة الشرقية قبل أيام و قيّمنا الوضع وأصبحنا الآن في صورة الوضع هنا، المرّات القادمة ستحمل خيراً كثيراً للمحاصرين هنا فلا يمكن أن يبقى الوضع بهذا السوء، مهمتنا إنسانيّة ولا تقيّدها شروط اللعبة السياسية أو العسكرية وسنعمل على حل الأزمة الإنسانية بشكل جدّي وسريع”.

 

من جانبه يرى الناشط ياسر الدوماني الناطق باسم المكتب الحقوقي للثورة بريف دمشق أنّ الألف سلّة غذائية شحيحة جداً إذا ما قورنت بحجم المأساة التي تخيّم على مليون ونصف المليون محاصر.

يقول ياسر لأخبار الآن: “لدينا 199 ألف عائلة محاصرة داخل الغوطة وعلى اعتبار أنّ السلّة الغذائية تسد حاجة العائلة لشهر فإنّ نصف بالمئة فقط من أهالي الغوطة استفاد من المساعدات التي دخلت، تأخير دخول القوافل اللاحقة سيزيد من حجم الكارثة الإنسانية بلا شك، خصوصاً إذا ما استمرّ غياب الدواء عن محتويات المساعدات، وثقنا في المكتب الحقوقي 75 حالة وفاة لأطفال خلال الأشهر الخمسة الماضية نتيجة نقص الغذاء والدواء”.

 وأنهى الدوماني حديثه مطالباً المجتمع الدولي بإجبار النظام على فك الحصار المفروض على الغوطة بشكل كامل فلا يمكن للقوافل الإغاثية مهما بلغ حجمها أن تلبي احتياجات الناس فيها.

 وكانت السلل الموزعة على 16 شاحنة  تحوي على مواد غذائية هي الأرز والسكر والبرغل والزيت إضافة للمعلبات وحليب الأطفال والبسكويت ومواد التنظيف وسيرومات سكرية وبعض المواد الصحيّة البسيطة.