درعا، سوريا، 28 مارس، (عبد الحي الأحمد، أخبار الآن) –
أصوات الطائرات الحربية وهجماتها وقنابلها ، أجبر المئات من سكان البلدات الثائرة بريف درعا على النزوح بعيدا عن مناطق القصف ، أبو محمد كهل في السبعين من العمر ، لم يجد سوى بيت مهجور ليقطن فيه مع عائلته الصغيرة بعيدا عن براميل الطائرات ؛ عبد الحي الأحمد والتفاصيل في سياق التقرير التالي .
خلف عمليات القصف العشوائي التي تستهدف المنازل قصص نزوح تحكي آلام ومعاناة الشعب السوري يوما بعد يوم ، 40 عاما لم يقطن أحد في هذا المنزل إلى أن قدمت طائرات النظام إلى درعا ، وبدأت بإلقاء براميلها المتفجرة على منازل المدنيين فأجبرتهم على الرحيل .
أبو محمد ذو الـ70 خريفا إختار العيش فيه بالقرب من الأفاعي والحشرات على أي يعود إلى مخيم الزعتري ، فالموت أرحم من العيش فيه كما يقول أبو محمد: “العيش بالنار أفضل من العيش بالزعتري ، أعداد الناس كبيرة ولايوجد مؤن وخدمات ، ولا يوجد أي شيء ترتاح له” .
أيام صعبة يمضيها برفقة أخته وإبنته الأرملة بعدما فرقته آلة القمع عن باقي أولاده ، جل ما يتمناه الآن هو العودة إلى بيته عله يعيد بنائه ويمضي أيامه الأخيرة بين جدرانه ، يحدثنا والغصة تملئ قلبه عن لقمة العيش التي ما عاد يستطيع الحصول عليها .
أبو محمد : “كل ثمانية أشهر أو تسعة أشهر يقدمون لنا معونة ، القليل من الأرز والقليل من الشاي والسكر وأحيانا لايعطونا وهي لاتكفي ، أولادي كلهم تشتتوا بلبنان والأردن ، لا يوجد هدوء لو في هدوء كنا عشنا ببلدنا عندما يصاب أحد برصاصة إنتهى أمره أو يسعفوه أما الطائرات فلا تعلم لها ساعة” .
في هذا المكان الذي تنعدم فيه مقومات الحياة البشرية يعيش ثلاثة أشخاص نالت من عزائمهم الحياة ، بعيدا عن عيون العالم ، الذي تركهم يعيشون الموت في كل يوم .