دمشق، سوريا، 29 مارس، (آية الحسن، أخبار الآن) –
كثر الحديث مؤخراً عن سرقة المعونات التي تقدمها المنظمات الغذائية والجمعيات الخيرية للاجئين والنازحين السوريين داخل سورية وخارجها، وكثيراً ما صادفنا الأغذية المخصصة للاجئين موضوعة على الرفوف في المحلات والأسواق تباع بأسعار مخفضة عن سعر المواد الغذائية الأخرى، مما يدفع المواطن لشرائها كونها أرخص ثمنا.
هذه “التجارة الدنيئة” أصبحت هاجسًا عند بعض الأشخاص ضعيفي النفوس، دون وجود جهة رسمية تعاقب وتحاسب الفاعلين، هذا إن لم تشترك معهم.
أسباب بيع المعونات ..
يجبر انعدام فرصة العمل بعض الأشخاص على القيام بأي عمل ممكن لتحصيل المال منه حتى لو كان سرقة غذاء النازحين وقوتهم الوحيد، إضافةً لوجود بعض الأشخاص من اللاجئين نفسهم المتواجدين في المدارس ومراكز الإيواء يضطرون لبيع مخصصاتهم من الأغذية وأدوات التنظيف للحصول على المال واستهلاكه في مصروفات أخرى.
صادفنا في إحدى شوارع مدينة دمشق ثلاث نساء يبعن المنظفات من محارم وشامبو وفوط أطفال ومواد أخرى للمارة في الطريق، وعندما استفسرنا عن السبب أجبن بسبب قلة المال وهذا الحل الوحيد للحصول عليه.
وفي جانب أخر تصبح سرقة المعونات مهنة التجار والباعة، فقد أخبرنا أحد العاملين في مدارس اللاجئين بأنهم عرفوا عن طريق الصدفة بمجموعة من الأشخاص يهربون حصصهم، بشكل دوري، من الأغذية والمنظفات وبيعها للمحلات التجارية بأسعار أرخص من المنتجات الأخرى.
مسروقات تمنح الحياة ..
أي واقع مسروق يعيشه اللاجئ السوري داخل وخارج بلده؟ وأي مصير ضبابي ينتظره؟. فقد تضيع الحقوق بين سارق يبحث عن عمل وتاجر يمنح المال، سماسرة وزبائن. فالذي يعطيه النظام السوري يأخذه من جهة أخرى، أو بصيغة أخرى تغض النظر عمن يبيع ويشتري مخصصات أناس مهجرين محرومين من المأمن والمسكن، أصبحوا الآن محرومين حتى من حقهم بكفاف اليوم.
ومجدداً يغضّ النظام النظر عن واحدة من أهم وأكبر الآفات الاجتماعية التي تضرب أضعف المجموعات وأكثرها حرماناً وضعفاً. فتحت راية الحرب على الإرهاب اختاروا التجويع قسراً أو بطريقة ملتفة وغير مباشرة، حيث يمكن اعتبار ما يتم بحق اللاجئين والنازحين من مناطق المعارك آلية تجويع وحصار بمعنى من المعاني. وكأن الأسد يجبر الشعب على الموت فقد أصبح الموت هو الخيار الوحيد أمام من تُسلب منه لقمته وهو غير قادر على فعل شيء، أو يتم استغلالها من الكسب المختلف.