دبي، الإمارات العربية المتحدة، 27 مارس 2014 (يمان شواف، أخبار الأن) –
أحمد شيخ محمد شاب من ريف إدلب كان معتقل في سجن حلب المركزي وتم الإفراج عنه مع بداية العام ٢٠١٤ أخبار الأن زارت محمد في منزله في مدينة بنش وتحدث لنا عن الإعتقال ولحظة تلقيه خبر الإفراج عنه
لم يكن يدرك أحمد أنه سيرى النور مجدداً هكذا بدأ حديثه والفرحة تغمر وجهه بعد أن تم الإفراج عنه من سجن حلب المركزي إثر إعتقاله لمدة عامين من جامعة دمشق، أحمد طالب ماجيستير الهندسة المعلوماتية في جامعة دمشق والأستاذ في الجامعة يتحدث عن إعتقاله وطريقة تعذيبه في أقبية المخابرات التابعة للنظام السوري وكيف تم معاملته منذ لحظة إعتقاله وحتى يوم الإفراج عنه يقول أحمد : بعد تخرجي من كلية الهندسة المعلوماتية في جامعة دمشق تم تعيني أستاذاً في الجامعة وأنا أدرس الماجستير وبعد بدء الثورة السورية بدأ بعض الطلاب في التظاهر داخل الجامعة وفي أحد الأيام كنا نصلي صلاة الغائب على أرواح الشهداء وبعدها تم إلقاء القبض عليي وعلى خمسة من زملائي خلال خروجنا من الجامعة وكان ذلك في 2012/05/07 تم إقتيادنا إلى فرع المخابرات الجوية وفي الطريق كنا نتعرض للضرب من العناصر والإهانة والإساءة ووصلت إلى الفرع أكاد أفقد الوعي من شدة الضرب، وصلنا فرع التحقيق في المزة وهو تابع لإدارة المخابرات الجوية وبقيت في فرع التحقيق قرابة الشهر كنا في كل يوم نتعرض للقتل والتعذيب أساليب متعددة ( دواليب ـ الشبح أعلى الغرف لعدة ساعات – التعذيب بالكهرباء – الضرب المبرح والعشوائي ) كنت أفقد الوعي في بعض الأحيان من شدة التعذيب، وخلال التعذيب كانوا يطالبونني أن أعترف بكل التهم التي وجهت إلينا ومن شدة التعذيب الذي تعرضت له قررت أن أقر بكل التهمة التي وجهت إلي رغم أنها غير صحيحة ولكن لم يكن لدي خيار أخر لإيقاف التعذيب فأقريت بكل التهم التي وجهت إلي وكان منها إقامة حواجز في الشوارع – الهجوم على حواجز الجيش – التواصل مع الأقنية المغرضة – إنشاء تنسيقيات ) وبعد إعترافي بكل هذه التهم الغير صحيحة تم نقلي إلى الفرقة الرابعة وهي مقر للتعذيب كنت أقريت بالتهم الموجهة لي لأنهي التعذيب لكن كانت كذبة فقط لأقر بالتهم وبعد وصولي إلى الفرقة الرابعة كان بإنتظارنا المزيد من التعذيب أساليب كثيرة كان منها التجويع وبعد شهر من التعذيب تم إحالتي إلى القضاء العسكري في دمشق ومن ثم للقضاء العسكري في حلب وبعدها وصلت لسجن حلب المركزي وأيضاً لم نسلم من التعذيب وكان أشدها الجوع لأن جسدي لم يعد قادر على التحمل وكنا أحياناً لا نرى الطعام إلا كل ثلاثة أو أربعة أيام وفي رمضان 2012 لم نرى الطعام لمدة أسبوع كامل وبعد ذلك قدموا لنا مادة الطحين فقط فقمنا بإحراق ملابسنا وبعض الأغطية لصنع الخبز وخلال هذه الفترة توفي العديد من السجناء نتيجة الجوع والمرض، وكان عد السجناء الذين قضوا جراء هذا التعذيب حتى تاريخ 2014/01/01 هو 535 سجين تم دفنهم في باحة السحن الشرقية ومن شدة الجوع الذي تعرضنا له قمنا بالسيطرة على السجن وإعتقال عميد السجين ناظم من السويداء، وسيطرنا على بعض الأسلحة الخفيفة كانت كل مطالبنا هي توفير الطعام والدواء فقط، لكن عميد تابع للجيش يقومون بحماية الجيش خشية من تحريره من قبل الثوار أعطى أوامر بإطلاق النار علينا وقتل الجميع حتى العميد ناظم والذي قمنا بأسره وبالفعل بدأ الرصاص ينهمل علينا وقتل ١٦ سجين وقتل أيضاً العميد ناظم مدير السجن وكان السجن يضم حوالي ٢٥٠٠ سجين من بينهم ٥٠ طالباً أغلبهم من جامعة حلب وبينهم سجين فلسيطني إضافة إلى ١٠٠ إمرأة وكان هناك ٤٠٠ عنصر من الأمن يطوقون السجن من بينهم عناصر من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني وعرفنا ذلك من خلال الشعارات الطائفية التي كانوا يرددونها ليلاً. لم يكن لدي أي أمل بالخروج وكنت أنتظر مصير مجهول لكن لا أنسى ما حييت ذلك اليوم 2014/01/15 عندما أبلغتي أحد الحراس أنه تم إخلاء سبيلي لم أصدق حتى أصبحت خارج السجن رأيت السماء بعد سنتين من الإعتقال كنت أنظر للسماء أرى العصافير والضوء وكأنني في حلم ولا أريد أن أستيقظ منه والحمد لله أنه كان حقيقة وليس حلم، تم نقلي بإحدى السيارات التابعة للهلال الأحمر لأحد الحواجز التابعة للجيش السوري الحر عرفوا بقصتي وكان هناك إشتباكات فلم أستطع التحرك فوراً لمدينتي بنش فقضيت ليلة طويلة عند الحاجز لم أستطع النوم خلالها أنتظر بفارغ الصبر أن أصل لمنزلي وأعرف ماذا حدث بعائلتي والدتي وأخوتي ومنزلنا، في الصباح تحركت لمدينتي كانت الصدمة بحجم الدمار والخراب الذي حل بالمدن والبلدات في الطريق بدأت أشعر بالخوف والقلق على عائلتي بعد حجم الدمار الذي شاهدته في الطريق ولدى وصولي إلى منزلي لم أصدق أن والدتي بخير وأخوتي جميعهم والحمد لله بخير وبالرغم من أنا منزلنا أصابه جزء من التدمير إلا أني عائلتي لا تزال تعيش فيه، وبعد أن إطمأننت على والدتي وأخوتي أقوم بتوصيل رسائل سجناء أبلغوني أن أطمأن ذويهم وأعطيهم رسائل وأتمنى من الله أن يكتب لهم الحياة ثانيه والإفراج عنهم قريباً وختم أحمد بالقول حلمي الأن فقط أن أرى جميع الثوار متحدين ضد القوات التابعة للنظام وضد الحرس الثوري الإيراني وحزب الله وتحرير السجناء والمعتقلين من أقبية الإعتقال لأنهم يعيشون ظروفاً جداً قاسية.