الولايات المتحدة ، 24 مارس 2014 ، أ ف ب –
أعلنت الأمم المتحدة أن وصول المساعدات الإنسانية إلى السوريين لا يزال صعبا جدا ، وحث أمينها العام بان كي مون نظام دمشق والمعارضة على اتخاذ مجموعة من الاجراءات لتسهيل إيصال المساعدات وخاصة الأدوية ، إلى 9,3 ملايين سوري هم بحاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية التي وصفها بالضعيفة جدا وغير كفيلة بتغطية الحاجات الأساسية .
كما أدان بان كي مون بشدة الغارات المكثفة لجيش النظام ضد الأحياء السكنية، فضلا عن اعمال الترهيب المتبعة في سوريا من قبل مجموعات متشددة تهدف الى فرض ايديولوجيات راديكالية في بعض اجزاء البلاد.
ويقيم التقرير مدى تنفيذ القرار رقم 2139 الذي اصدره مجلس الامن بالاجماع في 22 شباط/فبراير الماضي. وطالب هذا القرار برفع الحصار عن عدة مدن سورية ووقف استخدام “البراميل المتفجرة” ضد المدنيين من قبل سلاح الجو السوري.
ولا ينص القرار، الذي وافقت عليه روسيا بعد مفاوضات، على فرض عقوبات في حال عدم احترام بنوده. ويترك المجال مفتوحا امام مجلس الامن للرد على منتهكيه، بالاعتماد على تقرير الامين العام، ولكن ذلك يتطلب قرارا جديدا صادرا عن المجلس.
وفي هذه الحالة ينتظر دبلوماسيون في مجلس الامن ان تحول روسيا دون صدور اي قرار يفرض عقوبة على حليفتها سوريا، الامر الذي فعلته ثلاث مرات منذ بدء الازمة السورية في آذار/مارس 2011.
وقال دبلوماسي “حتى وان لم يتم احترام معظم مطالب (القرار) لا يتوقع صدور قرار مهم (الجمعة) حول الخطوات التالية” اثر نشر التقرير. واضاف “لا احد يرغب حقا في ذلك وروسيا ستعرقل الامر على اي حال”.
وفي تقريره دان بان “استخدام الحصار كتكتيك حرب وطلب من كافة الاطراف السماح فورا بدخول المساعدة الى المناطق المحاصرة وكذلك للمدنيين الراغبين بمغادرة هذه المناطق”.
وقدر التقرير عدد الاشخاص العالقين في هذه المناطق المحاصرة او التي يصعب الوصول اليها ب3,5 مليونا اي اكثر بمليون من مطلع العام.
واكد ان الاتفاقات المحلية لوقف اطلاق النار التي يتم التفاوض بشأنها “معطلة بسبب غياب طرف ثالث حيادي لمراقبة الالتزام بها وانعدام الثقة بين الحكومة والمعارضة والمجموعات المحلية”.
وبحسب التقرير لا يزال 220 الف شخص محاصرين في حمص (وسط) ونبل والزهراء (شمال غرب) ومناطق عدة في الغوطة (ضواحي دمشق). وهناك 175 الفا منهم تحاصرهم القوات الحكومية و45 الفا تحاصرهم مجموعات المعارضة.
واحصت الامم المتحدة في كل سوريا 258 “منطقة اولوية” لا بد من ايصال المساعدات اليها في اقرب وقت.
ولم يتم ابرام اي اتفاق لوقف اطلاق النار بين الاطراف المتناحرة في المناطق المحاصرة بين 22 شباط/فبراير و21 اذار/مارس ووحدها “مساعدة محدودة” نقلت الى بعض المناطق التي يصعب الوصول اليها وفقا للتقرير.
والتقدم النادر الذي تم احرازه كان سماح دمشق لقافلة من الامم المتحدة بعبور الحدود التركية باتجاه القامشلي (شمال شرق سوريا) في العشرين من اذار/مارس للمرة الاولى منذ اندلاع الثورة.