اللاذقية، سوريا، 24 مارس، (رامي سويد، أخبار الآن)
استفاقت مدينة اللاذقية صباح اليوم على حالة من التوتر غير المسبوق، إذ كانت شوارع المدينة شبه خاوية من المارة والسيارات، مؤسسات الدولة الخدمية كانت متوقفة عن العمل إذ إن الموظفين لم يذهبوا إلى دوامهم المعتاد في الدوائر الحكومية كما أن الطلاب امتنعوا عن الذهاب إلى مدراسهم، في الوقت الذي كانت فيه قوات الدفاع الوطني “الشبيحة” تقوم بتشييع قائدها “هلال الأسد” الذي قتل أمس من المشفى العسكري باللاذقية باتجاه مدينة القرداحة، من خلال موكب سيارات وبشكل سريع على عكس التكهنات التي كانت تتوقع أن يقيم نظام الحكم تشييعا حاشدا لقائد قوات الدفاع الوطني.
في سياق متصل، أعتاد أهالي قرى وبلدات ريف اللاذقية على القدوم كل صباح إلى المدينة لقضاء حاجاتهم، اليوم لم يصل أحد منهم إلى المدينة بسبب حالة الاستنفار التي تعيشها المنطقة على إثر وصول كتائب الثوار إلى مدينة كسب القريبة وسيطرتهم عليها.
حالة الاستنفار تجلت بتوجه عشرات الارتال الصغيرة من مدينتي اللاذقية وجبلة نحو الجبال التي تشهد اشتباكات بين فصائل الثوار وقوات النظام قرب مدينة اللاذقية، إذ وردت معلومات خاصة لأخبار الآن عن توجه جميع المسلحين التابعين لدوائر الدولة في مدينة جبلة باتجاه منطقة كسب، حيث أن المجمع الحكومي في المدينة أصبح خاوياً، بل إن شرطة المرور في المدينة تم اخذهم باتجاه منطقة الاشتباكات في كسب.
وكان النائب في مجلس الشعب السوري عمار الأسد قد وجه نداءً عبر التلفزيون السوري طالب فيه الشباب القادرين على حمل السلاح بالتوجه نحو منطقة كسب للقتال دفاعاً عنها في مواجهة هجوم المجموعات الارهابية على حد وصفه.
ولم تنقطع أصوات سيارات الإسعاف التي تحمل جرحى قوات النظام المصابين بسبب الاشتباكات التي تجري في كسب في اليومين الأخيرين في مناطق الجامعة والشيخ ضاهر حيث يقع مشفى الأسد في شارع 8 آذار ومنطقة المشروع حيث يقع مشفى زاهي أزرق العسكري ، ويترافق سماع أصوات سيارات الاسعاف في العادة مع اصوات اطلاق نار كثيف إذا أن قوات النظام يقومون بإطلاق النار في الهواء عندما تعترض سيارة ما طريقهم.
وعلمت أخبار الآن من مصادر في مديرية الصحة في مدينة اللاذقية أن المحافظ أحمد شيخ عبد القادر أصدر قرارا اليوم بتجهيز مشفى ميداني للحالات المستعجلة يحوي 20 سريرًا في قرية “زغرين” الواقعة شمال مدينة اللاذقية على طريق كسب على بعد حوالي 10 كلم من المدينة، وذلك لاستيعاب حالات الاسعاف السريع القادمة من مناطق الاشتباكات القريبة.
وكان الثوار أمس قد استهدفوا مدينة اللاذقية بصاروخي غراد، سقط الأول أمام مبنى قيادة شرطة المحافظة في شارع 8 آذار وسط المدينة وأدى إلى قتل اثنين من حراس الدوائر الحكومية المتواجدين في المنطقة، فيما سقط الصاروخ الثاني في الساحة المقابلة لمدرسة جول جمال في حي الشيخ ضاهر أيضا والتي حولتها قوات النظام إلى ثكنة عسكرية الأمر الذي أدى لقتل “جود مخول” القيادي في مليشيا الحزب القومي السوري الاجتماعي الموالية للنظام السوري مع أربعة من مرافقيه.