الإمارات العربية المتحدة , 23 مارس 2014, أخبار الآن –
عُرضت في دبي نسخة رُسمت حديثاً للوحة يعتبرها الفلسطينيون رمزاً لنضالهم من أجل دولتهم المستقلة، وذلك بعد سنوات من غارة أميركية على ليبيا يُعتقد أن النسخة الأصلية للوحة دُمرت خلالها.
تمثل لوحة جمل المحامل رحلة كفاح الشعب الفلسطيني وهو يحمل أعباء الهوية والوجود والمستقبل، فلا يتعب ولا يعرف الشكوى أو التذمر رغم قسوة أحواله وبشاعة ما يواجهه.
تعرف اللوحة التي رسمها الفنان التشكيلي الفلسطيني سليمان منصور عام 1973 باسم «العتّال الفلسطيني».و في تصور خيالي لتطلعات الفلسطينيين إلى دولة عاصمتها القدس الشرقية، يظهر في اللوحة حمال مسن انحنى ظهره وهو يكافح لحفظ توازنه، حاملا قبة الصخرة بتاريخها ورمزيتها وما تمثله من حقوق الشعب الفلسطيني وإرثه وتاريخه وعدالة قضيته في مواجهة المحتل.
اللوحة رسمها الفنان الفلسطيني المعروف سليمان منصور المقيم في القدس، والذي يرجع أصل عائلته إلى بلدة بيرزيت في الضفة الغربية المحتلة.
النسخة الأصلية من جمل المحامل، دُمرت على الأرجح في غارة جوية أميركية على العاصمة الليبية طرابلس عام 1986، برّرتها واشنطن آنذاك بأنها ردّ على تفجير ملهى ليلي في برلين أُلقيت المسؤولية فيه على ليبيا.
وقال منصور بعد إزاحة الستار عن نسخة اللوحة داخل معرض فني في دبي: «اشتراها القذافي مني في السبعينات، ثم اختفت وحاولت أن أتتبّعها أيام حكم القذافي من خلال سفيري ليبيا في لندن وفي الأردن. لكن من دون جدوى. ووصلنا إلى قناعة أن اللوحة دُمّرت».
ومنذ ان طبعت اللوحة الأصلية على الورق عام ألف وتسعمئة وخمسة وسبعين، فلسطينيون كثر اقتنوا نسخا منها، في دليل على ان اللوحة باتت رمزا لقضيتهم.
وذكرت زائرة للمعرض تُدعى روان درويش أن «جمل المحامل» باتت رمزاً للقضية الفلسطينية.
ونالت النسخة الجديدة من اللوحة إعجاب زوار المعرض في دُبي. وقال زائر يدعى منير الشرفا: «لوحة معبرة جداً، وهي تحكي قصة المسؤولية الفلسطينية والعبء الفلسطيني. وطبعاً صورة جميلة للواقع الفلسطيني والعربي».
وذكر منصور (67 سنة) الذي يعمل أستاذاً في جامعة القدس أن النسخة الجديدة «جمل المحامل 2» فيها تعديلات على النسخة الأصلية وتضمنت تغييرات رآها الفنان ضرورية، لكنها لا تمس السمات الأساسية للوحة الأصلية.
وأفاد بأن اللوحة صارت أكثر شهرة منه. وأضاف: «هي لوحة كباقي لوحاتي، عندما رسمتها برسم أيقونة. ولكن، بعد الاهتمام العربي بها والفلسطيني صارت لوحة مُهمة جداً بالنسبة لي. صارت هي أشهر مني في العالم العربي».
ومن المقرر عرض النسخة الجديدة من اللوحة للبيع في مزاد بدبي، وسيخصص جزء من عائد البيع لدعم مبادرة فنية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولمساندة الأجيال الجديدة من الفنانين الفلسطينيين.