ريف إدلب، سوريا، 22 مارس، (علي أبو المجد، أخبار الآن)
أم هيثم .. أم سورية لم تبخل على بلدها وشعبها لتكون خير مثال على التضحية والصمود خلال الثورة السورية .. فرغم مقتل أحد ابنائها وإعتقال آخر ما زالت تقدم فلذات أكبادها الواحد تلو الآخر في سبيل أن ينعم وطنها بالحرية والكرامة، القصة الكاملة ترويها أم هيثم لمراسلنا في ريف إدلب علي أبو المجد.
أم هيثم هي واحدة من النساء السوريات اللاتي غيب الموت وسجون النظام اولادهن، تقول: “انا ام شهيد وام معتقل ايضا والذي اعتقل منذ ثماني سنوات تقريبا، قدمت الام السورية وعانت اكثر من الرجال وحتى الاطفال، اصبحنا نطبخ على النار وننشل الماء من الابار، ونخبز على التنور، و في داخلنا حزن لا يوصف، خلال 17 يوم فقدت ولدا شهيدا وفقدت المنزل وكذلك المال الذي سرقته قوات النظام عند اقتحام بلدة جرجناز، منذ ايام قليلة استشهد ابن اخي واصيب ايضا اخي في المعركة، ولا اعرف على من ابكي؟
تضيف أم هيثم: “بقي لدي الان اربعة اولاد اثنان منهم صغار والاثنان الاخران هما حاليا مجاهدون في صفوف الثوار سلمتهما لله ، فالمهم ان ننتصر على الجزار الكافر ، و نسأل الله الفرج القريب ، و علاوة على هذه المعاناة فالطيران لازال يستهدفنا وكذلك القذائف والبراميل ، ولا نعرف اين نذهب بأنفسنا ، وقلب الام لا يعرف ما بداخله الا رب العالمين ، نحن الامهات عبارة عن خيال في هذه الدنيا، وهل بقي عيد ؟ لم يبق شيء له نكهة او معنى وما عدنا نحس بطعم اللقمة التي نأكلها ، فولدي الذي اعتقل منذ ثمانية سنوات فقد زهرة حياته في السجن ولا نعرف عنه شيء ، فالجوع اكثر من الشبع هناك، فكل عشرة ايام حتى يدخل اليهم الطعام ، نسال الله الفرج القريب “.