الأتارب، ريف حلب، سوريا، 19 مارس، (علي أبو المجد، أخبار الآن) –
مدينة الاتارب بريف حلب شهدت احداث عدة منذ انطلاق الثورة السورية قبل ثلاث سنوات، كان اخرَها تحريرُ المدينة من تنظيم داعش ودحره ايضا لهذا التنظيم في الفوج السادس والاربعين، وبهذا يكون قد شهد هذا الفوج التحرير مرتين … مراسلنا علي ابو المجد والمزيد
هكذا بدأ الحراك السلمي في مدينة الاتارب بريف حلب الغربي، ولكن ما لبث ان ارسل النظام قواته لاقتحام المدينة ووأد الحراك فيها بكل اشكاله، وهنا لم يقف ابناء المدينة مكتوفي الايدي، بل حملو السلاح في وجه القوات المقتحمة وتحولت بعد ذلك المدينة الى ساحة حرب، فكان لا بد لها من ان تدفع فاتورة كبيرة من الارواح والممتلكات.
يقول عمر موسى قائد الكتيبة الامنية في الاتارب: “بتاريخ 2-4-2012 ارسل النظام رتلا أمنيا لتأديب الاتارب كما زعم، ولكن ثوار المدينة تصدوا لهذا الرتل وتم اسر من فيه واغتنام ألياته، وهذا الكلام كان في وقت الظهيرة، ذلك ما دفع النظام ايضا إلى ارسال رتل عسكري ضخم تصدى له ثوار الاتارب وسطروا اروع البطولات، استطاع هذا الرتل احتلال مدينة الاتارب بعد نفاد دخيرة الثوار، استمر هذا الاحتلال ثلاثة اشهر، وبعد ذلك توحد ثوار المدينة وقامو بالقضاء على الجيش وتحرير المدينة وبعد تحرير الاتارب من قوات النظام”.
ودّعت المدينة ابرز قادتها وهو الملازم اول (أحمد الفج)، قائد ومؤسس (لواء شهداء الاتارب) والذي سقط في معركة تحرير مدرسة الشرطة بحلب، ليخلفه بعد ذلك في قيادة اللواء ( نظام بركات)، الرجل الذي كان له دور كبير في تحرير الفوج السادس والاربعين من قوات النظام.
قال نظام بركات بعد تحرير الفوج 46: “أهدي هذا النصر لجميع الشعب السوري ، لكل طفل ولكل شهيد ولكل يتيم ولكل شخص عانى من ظلم بشار الاسد”، ولكن لا يزال مصير هذا القائد مجهولا حتى اليوم بعد ان اختطفه تنظيم داعش والذي أعلنت الحرب عليه لاحقا بسبب التجاوزات التي ارتكبها هذا التنظيم بحق المدنيين والعسكرييين في المدينة.
من جانبه يقول ثائر عكوش قائد تجمع ثوار الاتارب: “بسبب تجاوزات داعش على الشرع والعرف، قمنا بتشكيل تجمع ثوار االاتارب، وأعلنا قتال هذا التنظيم، وكانت منطقة الاتارب هي اول منطقة تقوم باستهداف حاجز مجنزرات للجيش في سوريا واول فوج ونقطة عسكرية كبيرة تسقط في منطقة الاتارب والفضل الاكبر من الله اننا اول من اعلن الحرب على تنظيم داعش، خسرنا في معركتنا معه عشرين شهيدا، ولكن هؤلاء الشهداء لا نعتبرهم خسارة وانما هم اكرام من الله سبحانه وتعالى، ولكن كشف هذا التنظيم وتعريته امام الناس جمعاء بأنه تنظيم عميل للنظام يستحق ان نقدم خمسين شهيدا”.
احداث عدة شهدتها مدينة الاتارب منذ انطلاق الحراك السلمي فيها قبل ثلاث سنوات تقريبا وحتى هذه اللحظة، كان اخرها تحرير المدينة من تنظيم داعش ودحره ايضا لهذا التنظيم في الفوج السادس والاربعين، وبهذا يكون قد شهد هذا الفوج التحرير مرتين، الاولى من قوات النظام، والثانية من تنظيم داعش.