درعا، سوريا، 18 مارس، (عبد الحي الأحمد، أخبار الآن)
عانت محافظة درعا طوال سنوات حكم نظام الأسد الأب والابن من التهميش الإداري والتنموي. لكن يوم الثامن عشر من آذار 2011 قدر لبركان الظلم الخامد أن يثور بيد أطفالها لتكون مهدا لثورة الكرامة. حيث بدأت المظاهرات التي شملت كافة أرجاء المدينة والريف فكان رد النظام بإطلاق الرصاص على مظاهرات الجامع العمري في درعا البلد، لتبدأ أفرع المخابرات تلاحق القائمين والناشطين في تلك المظاهرات ليضطروا بعدها إلى حمل السلاح بعد أن اتبع النظام السوري الحل الأمني لقمعها، ومن هنا بدأت قصة الثوار.
الجيش الحر ..
بتاريخ الثاني والعشرين من شهر أكتوبر 2011 تم تشكيل كتيبة الشهيد أحمد الخلف وهي أول تنظيم عسكري بمحافظة درعا ضمت مئات المقاتلين ولم تكن تملك إلا بنادق الكلاشنكوف والأسلحة الخفيفة، ثم بدأ الثوار على مستوى المحافظة بتنظيم أنفسهم ضمن كتائب ومجموعات أخذت على عاتقها حماية المظاهرات السلمية وردع قوات الأمن من الوصول إليها. ومع ارتفاع أعداد القتلى في صفوف المدنيين يوما بعد يوم وتمادي النظام السوري في إجرامه بحق المناطق الثائرة وافتقار الثوار إلى أماكن آمنة تحميهم من بطش النظام وفوبيا الاقتحامات وازدياد أعدادهم وتطور قدراتهم القتالية قاموا بتغيير إستراتيجيتهم.
تخطيط ونجاح واضح ..
تمثلت الاستراتيجية الجديدة بالانتقال من الدفاع إلى الهجوم فكان بدايتها تحرير حاجز المخفر بمخيم درعا في السابع والعشرين من يوليو 2012 وتوالت من بعد ذلك عمليات الثوار ضد كتائب النظام حتى شهر يناير 2013 وإعلان الجيش الحر لمعركة عامود حوران بمدينة بصر الحرير وهي أول معركة مفتوحة يعلنها الثوار حيث استطاع الحر من خلالها السيطرة على طريق السويداء درعا وكانت أول المعارك التي شهدت اغتنام الثوار للسلاح الثقيل لتفتح من بعدها آفاق جديدة لعمليات التحرير فكانت معركة الرماح العوالي بدرعا البلد ومعركة التحرير والكرامة التي استمرت أربعة أيام استطاع من خلالها الثوار تحرير بلدات الجيزة والمسيفرة والكتيبة 151 المعروفة بكتيبة السهوة واغتنام كل ما فيها من دبابات ومدافع مضادة للطائرات والتي فتحت الطريق لتحرير اللواء 138 مركز عمليات المنطقة الشرقية للمحافظة ومن بعدها معركة جسر حوران التي سيطر من خلالها الثوار على الأوتوستراد الدولي لأكثر من شهرين ليتمكنوا بذلك من تحرير عدة كتائب عسكرية ككتيبة الرادار والإشارة بمنطقة النعيمة.
وفي الوقت نفسه كانت عمليات التحرير تجري على قدم وساق بمدينة درعا وبالريف الغربي وعلى طول الشريط الحدودي مع الأردن ليتمكن الجيش الحر خلال فترة وجيزة من تحرير مساحات كبيرة في الريف الشرقي والغربي وبقلب المدينة حتى تاريخ التاسع من أكتوبر 2013 وهو بيان تحرير كتيبة الهجانة على الشريط الحدودي العائق الأخير بين الريف الشرقي والغربي والذي فتح الطريق أمام الثوار للعمل المشترك الذي تجلى بداية بتحرير مدينة طفس وما حولها من كتائب للنظام والزحف باتجاه القنيطرة بعد تحرير كل من مدن انخل وجاسم وداعل ونوى وعتمان ليصبح الجيش الحر بذلك قوة ضاربة في الجنوب تناهز الثلاثين ألف مقاتل يسيطرون على نصف مساحة درعا التي يتمركز فيها ثلث الجيش السوري.