ريف حلب، سوريا، 15 مارس، (رامي سويد، أخبار الآن) –
تمكن تنظيم “داعش” في اليومين الماضيين من التقدم في المناطق التي يسيطر عليها الثوار في ريف حلب الشرقي، حيث شن التنظيم هجوما كبيرا على هذه المناطق من ثلاثة محاور، المحور الأول للهجوم كان من خلال التقدم من منطقة “جرابلس” غرب نهر الفرات إلى منطقة “الشيوخ” الواقعة شرق النهر حيث أرسل التنظيم ثلاثة ارتال ضخمة تمكنت من السيطرة على بلدة الشيوخ ومحيطها بعد ساعات من الاشتباكات العنيفة التي نتج عنها مقتل أكثر من عشرين مقاتلا من مختلف فصائل الثوار التابعة بشكل رئيسي لجبهة تحرير الفرات.
المحور الثاني للهجوم الذي شنه مقاتلو تنظيم “داعش” كان من خلال التقدم من مدينة منبج التي يسيطر عليها التنظيم باتجاه الشرق نحو جسر “قره قوزاق” الاستراتيجي الذي يعتبر الجسر الأكبر الذي يصل منطقة ريف حلب الشرقي بمحافظة الرقة التي يسيطر عليها التنظيم.
بدأ الهجوم الليلة الماضية من خلال سيطرة التنظيم على القرى الواقعة شرق الجسر ومن ثم الالتفاف على نقاط رباط كتائب الثوار “جبهة تحرير الفرات ولواء ثوار الرقة وألوية أحفاد الرسول وكتائب الفاروق ..” وبالتالي اجبارهم على الانسحاب من منطقة الجسر باتجاه الشرق نحو بلدة صرين، التي شكلت المحور الثالث لهجوم تنظيم “داعش” على المنطقة، حيث كان التنظيم قد أعد قوة لمتابعة الهجوم شرقا من خلال وضعها في تلال “الحملم” المشرفة على صرين، وبالتالي تمكنت هذه القوة من شن هجوم مباغت على بلدة صرين بشكل متزامن مع الهجوم على جسر قره قوزاق مما مكن التنظيم من السيطرة على البلدة بسهولة نسبيا .
اندلعت الاشتباكات بعدها في منطقة صوامع صرين الواقعة على طريق عين العرب “كوباني” التي يسيطر على حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي pyd ، الأمر الذي دفع الحزب للتدخل وأرسال مؤازرات لكتائب الثوار التي تقاتل في المنطقة لأن تنظيم داعش أصبح على أبواب منطقة سيطرته، بالإضافة إلى ذلك قام حزب الـ pyd باستقبال جرحى ومصابي كتائب الثوار في المشافي الميدانية التي تعمل في مناطق سيطرته.
تقدم التنظيم نحو المناطق التي تقع شرق مدينة منبج والتي تعتبر المعقل الأخير للثوار في ريف حلب الشرقي وسيطرته عليها سيمكنه من فتح طريق مباشر من محافظة الرقة التي يسيطر عليها التنظيم نحو ريف حلب الشرقي الذي بات يعتبر المعقل الأكبر له، وبالتالي ستصبح المنطقة الممتدة من حدود ريف حلب الشمالي غربا وصولا إلى حدود محافظة دير الزور شرقا منطقة تحت سيطرة تنظيم داعش بالكامل.
ليتمكن التنظيم من ترتيب صفوفه ربما لشن هجوم معاكس على المناطق التي اضطر للانسحاب منها في محافظتي حلب ودير الزور وليتمكن أيضا من فرض قوانينه الخاصة ورؤيته على السكان في هذه المناطق، تلك الرؤيا التي ربما توضحها اللافتة التي رفعها التنظيم على مدخل مدينة منبج الغربي والتي كتب عليها : “خلافة ترضي الرب خيرٌ من حرية ترضي الغرب”، بدلا من اللافتة التي كان الثوار كتبوا عليها : “منبج الحرة ترحب بكم”.