حمص، سوريا، 15 مارس، (أمل المصري، أخبار الآن) –
مرت الأحداث مسرعةً في ثورة الكرامة وشهدت المحافظات السوريّة خلال ثلاث سنوات مضت ما لم تشهده بقعة من بقاع الأرض في التاريخ المعاصر، ولعلّ مدينة حمص التي نالت لقب “عاصمة الثورة” كانت الصدى الأقوى لانتفاضة الشعب السوري والسّباقة في دخول ميدان الثورة فنالها من همجية النظام وبطشه النصيب الأكبر.
فاتورة الحرب في حمص ..
تعرضت معظم بلدات حمص وأحيائها منذ بداية الثورة لكافة أشكال القمع والظلم من قبل النظام السوري وحكم عليها بحصار من نار وفقر أزهق أرواحاً وممتلكات جمّة. فبحسب مركز توثيق الانتهاكات في سوريا وصل عدد شهداء مدينة حمص وحداها منذ بداية الثورة مالا يقل عن 12500 شهيداً بينهم 1400 طفل. وقد حدّثتنا أم الشهيد “أحمد” التي فقدت ابنها الوحيد عام 2013 جرّاء القصف على حي الوعر المحاصر فقالت: “نزحنا من منزلنا في حي الخالدية منذ عامين وخسرنا كل ما نملك ومنزلنا الذي بنيناه حجراً فوق حجر أصبح أنقاضاً كما هي باقي المنازل التي طالها قصف الأسد ودفعت فلذة كبدي ثمناً غالياً لا يمكن أن يعوضه شيء أبداً”.
مستقبل حمص في أعين أبنائها ..
مازال بعض أهالي حمص ينظرون بعين الأمل والتفاؤل بالغد المشرق ولا يزالوا يتحلون بروح الثورة التي بدأت سلمية عارية الصدر ومنهم العم “أبو خالد” من منطقة الحميدية الذي لم يغادر أحياء حمص القديمة المحاصرة منذ قرابة العامين. يقول: “إن تلك الحريّة التي خرجنا من أجلها منذ ثلاثة أعوام وكرامة الجيل القادم تستحق كل ما بذلنا من دماء ودموع وستبقى حمص عاصمةّ للثورة ورجالها مثالاً أعلى للرجل السوري الحر”.
وكما يولد الأمل من رحم الألم في حمص وبنفس الروح الأبية التي يتحلى بها أهالي حمص يستقبلون عاماً جديداً من ثورة الكرامة وفي جعبتهم حلم الحرية الذي سيزهر سوريا جديدة.