دمشق، سوريا، 13 مارس، (آية الحسن، أخبار الآن) –
تعد مدينة الحجر الأسود من أكثر الأماكن تضررا في جنوب العاصمة دمشق اليوم، على الرغم من أنها الأقل دمارا.
ظلم الإعلام ..
على الرغم من أنها أولى المناطق التي انطلق منها الحراك الثوري، إلا أن مدينة الحجر الأسود المتاخمة لمخيم اليرموك والتي يقطنها أبناء الجولان الذين هجروا من أراضيهم عام 1967 بنسبة 70% ظلم الإعلام حراكها الثوري بكل أشكاله، من مظاهراتها السلمية وصولا إلى ثورتها المسلحة وانتهاءا بوقوعها بين فكي داعش والحصار الذي بدأ يقتل أبناءها جوعا.
“اليرموك أخد الصدى الأكبر واهتم فيه كل العالم، ونحنا على بعد شارع واحد عم يصير عنا أفظع من اللي صار باليرموك وما حدى شايف أو سامع”، هكذا تلخص “سلمى” معاناتها وتغلق الهاتف باكية بعد أن أخبرتنا أنه لا طعام متبق في المنطقة برمتها إلا في مستودعات داعش.
داعش تقتل شبابنا ببرود ..
بعد أن حاول النظام توقيع بعض المهادنات مع المناطق المجاورة لم يجر الحديث عن أي هدنة في الحجر الأسود، والسبب ببساطة أن النظام يريد تصفية كل معارضيه في هذه المدينة على يد إرهابيي داعش إذ ظهرت داعش في المدينة دون سابق إنذار ولم تتحرك منها إلى الآن بل انحسر نفوذها في الحجر الأسود من كل جنوب العاصمة المحرر، والسبب أنها تنفذ عمليات إعدام واسعة بحق أفراد في الجيش الحر خاصة بعد أن بدأت بقيادييهم فأعدمت عشرة قادة منهم دفعة واحدة بكل دم بارد. اليوم وفي الوقت الذي يبحث بعض أبناء المنطقة عن الطعام في مكبات القمامة تسيطر داعش على مستودعات للطعام ما أنزل الله بها من سلطان بذريعة أنه بيت مال المسلمين يقول فواز: “شو إحنا يهود يعني؟؟ ولا مو نحنا المسلمين اللي لازم ناكل من هالمستودعات؟؟”.
شماعة لتخويف أقليات التضامن ..
الفائدة الأكبر التي يجنيها النظام من تواجد داعش في الحجر الأسود هي في تجنيد شباب الأقليات في حي التضامن الدمشقي المتاخم لليرموك من الجهة الأخرى، فبمجرد سماعهم أن داعش تقترب منهم يتجند عشرات الشبان للدفاع عن بيوتهم كما يدعون، وبعد أن أقنعهم النظام بأن الثورة ستسحقهم وأنه حاميهم الوحيد، لم يعد بإمكان أبناء هذا الحي التمييز ما بين إن كانت داعش مع النظام أم مع الثورة، ولا يستطيعون سماع أي رأي يطمئنهم من ناحيتها كونهم مع النظام قلبا وقالبا، بل إن داعش في الحالة هذه هي ضمان النظام الوحيد بإذكاء الحقد الطائفي عند الجميع، كما يضمن بها ألا يتعاطف أبناء هذه المناطق مع المناطق المجاورة التي تموت جوعا.
العميد اركان حرب الطيار عبدالهادي الساري