السعودية ، 10 مارس 2014 ، وكالات –
أصدر 11 عالماً شيعيا من محافظتي القطيف والأحساء في السعودية بياناً حذروا فيه الأهالي من الانجراف إلى العنف ، معتبرين استخدام السلاح والعنف في وجه الدولة أو المجتمع مُداناً ومرفوضاً من قبل علماء المذهب وعموم المجتمع .
كما أكد العلماء أن العنف لا يحظى بأي غطاء ديني أو سياسي، مشددين على نأي المرجعيات الشيعية في العالم عن جميع أشكال العنف .
وقالوا في البيان الذي وقّع عليه: الشيخ عبدالله الخنيزي، والسيد علي الناصر، والشيخ عبدالكريم الحبيل، والشيخ حسن الصفار، والشيخ جعفر آل ربح، والشيخ يوسف المهدي، والشيخ حسين البيات، والشيخ حسين العايش، والشيخ عادل بوخمسين، والسيد كامل الحسن: «إن أعظم مقصد للدين، وأهم مطلب للمجتمع هو بسط الأمن والاستقرار في البلاد. وبُليت مجتمعات الأمة في هذا العصر بجماعات وتيارات متطرفة، تمارس الإرهاب والعنف تحت عناوين دينية وسياسية، والدين بريء من الإرهاب، والعنف السياسي يدمر الأوطان». وتطرق بيان العلماء إلى «سيرة أئمة أهل البيت وتوجيهاتهم الهادية، إذ أكدوا حفظ وحدة الأمة ورعاية المصلحة العامة، ورفض أي احتراب داخلي، حماية للسلم والأمن في مجتمع المسلمين، وذلك نهج مراجعنا وفقهائنا الكرام». وحذروا الشبان من «الانجراف خلف توجهات العنف والتطرف، التي لا تحل مشكلة ولا تحقق مطلباً، بل تزيد المشكلات تعقيداً وتحقق مآرب الأعداء الطامعين»، مؤكدين أن «أي استخدام للسلاح والعنف في وجه الدولة أو المجتمع مدان ومرفوض من قبل علماء المذهب وعموم المجتمع، ولا يحظى بأي غطاء ديني أو سياسي»، مختتمين البيان بـ«حفظ الله بلادنا ومجتمعنا من الفتن والمكاره، ومتعنا بنعمة الأمن والاستقرار».
وقال الشيخ جعفر آل ربح لـ«الحياة»: «إن هذه المبادرة لن تنجح إلا بتكاتف العقلاء والخيرين والغيورين على المنطقة»، متمنياً أن «تشق طريقها نحو الأمان والسلام». وأشار إلى أن أجواء التفاعل على المستويين الشعبي والرسمي، مع هذه المبادرة «تجاوزت محيط المنطقة إلى مناطق المملكة المختلفة، من خلال ما تناوله الكثير من المفكرين والمثقفين والشخصيات الوطنية في مواقع التواصل الاجتماعي».
وذكر آل ربح، وهو إمام أحد أكبر مساجد بلدة العوامية التي يتركز فيها من تبقى من قائمة المطلوبين الـ23 التي أعلنتها وزارة الداخلية السعودية قبل نحو عامين، أنه أطلق في السابق مبادرات عدة، «لكنها كانت في أجواء ساخنة، ولم يعتد الأهالي على مثل هذا النوع من المبادرات التي كسرت حاجز الخوف والصمت. لكن المشكلة أنه كان هناك نقد شديد جداً، ليس لأصل المبادرة، ولكن الصوت المرتفع كان الغالب»، مشيراً إلى أهمية «التعليل والتحليل لهذه المبادرة»، داعياً إلى «عدم الانجرار وراء العواطف، أو الخوف من أية جهة كانت».
وذكر أن هذه المبادرة «لن تكون الحل السحري الذي ينتشل البلدة بين ليلة وضحاها، لكنها تحرك المياه الراكدة وتعطي فسحة للأصوات الصامتة، لتعبر عن رأيها في الوضع الحاصل، وعدم مصادرة الآراء»، مضيفاً أن «المعترضين يصبون النار على الزيت، خصوصاً ممن يعيشون خارج المملكة، من دون أن يكترثوا بما يحصل في البلدة»، مضيفاً أن «التفاعل مع هذه المبادرة على المستوى المحلي أو الرسمي يعطي انطباعاً إيجابياً».
الشيخ الدكتور محمد النجيمي استاذ في المعهد العالي للقضاء جامعة الامام محمد بن سعود