دمشق، سوريا، 9 مارس، (سوزان أحمد، أخبار الآن) –

منذ اندلاع الثورة السورية قبل ثلاث سنوات وإلى الآن، حملت المرأة السورية العبء الأكبر من إجرام النظام بوصفها أما للشهيد أو زوجة للمعتقل أو أختا أو بنتا لكليهما.

وضربت خلال الثورة أروع أمثلة الشجاعة والتضحية، فشاركت بالمظاهرات السلمية وعملت في مشاريع إغاثية وساعدت المنكوبين وأسعفت الجرحى، وهي ذلك المخلوق الحساس الرقيق.

لم يكن منصفا الثمن الذي دفعته المرأة على مدى ثلاث سنوات من محاولة السوريين المشروعة في التخلص من الظلم والقمع كما يرى أبو محمد.

يقول أبو محمد بصوت عميق مختنق وهو أب لشهيد: “فقدت زوجتي عقلها عندما وصلها نبأ مقتل ابنها وأخيها وابن أخيها بنفس اليوم أثناء اقتحام قوات النظام السوري بلدتنا.”
“أخفيت عنها الأمر لعدة أيام، إلا أن قلبها أخبرها أن شيئا ما أصاب ابننا، وكانت تؤكد أنها لن تسامحني إذا أخفيت عنها شيئا.” يتابع أبو محمد حديثه لأخبار الآن.

وأضاف وهو يمسح دموعه: “عندما علمت أم محمد بموت الشبان الثلاثة -ابنها وأخيها وابنه- أخذت تزغرد، ثم حدقت عيناها في الفراغ لبرهة قبل أن تنطلق بضحكة مدوية، لتغرق بعد ذلك بنوبة بكاء.”

ويؤكد أبو محمد أنه لم يتوفر آنذاك أي إمكانية للحصول على مساعدة طبية أو تأمين مهدئ نفسي لتلك المرأة المكلومة، بسبب انتشار قوات النظام وفرضها حظر تجول في البلدة، ما زاد وضعها سوء وأثر سلبا على طفلها الرضيع.

يستطرد أبو محمد قائلا: “إلى الآن وبعد مضي أكثر من عام على تلك المأساة لم تستعد أم محمد عافيتها وقواها العقلية تماما، فهي ما تزال تغرق في نوبات من الذهول والتصرف بغرابة من فترة لأخرى، وكأن عقلها يرفض أن يصدق تلك الخسارة الكبيرة.”

حكاية أم محمد ليست فريدة من نوعها، ففي كل بيت سوري أصبح هناك حكاية حزن ترويها دموع قاطنيه وعيون أطفاله.

ولعل الدراسات التي أصدرتها الشبكة السورية لحقوق الإنسان بمقتل 12 امرأة يوميا تعطينا مؤشرا عن حجم معاناة المرأة في سوريا في ظل قمع نظام الأسد، ناهيك عن الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة من اعتقال واختطاف وتشرد.