ليبيا، 3 مارس 2014، وكالات –
شهدت ليبيا يوم امس اعمال عنف جديدةً في بنغازي، حيث قُتل شخصان احدهما فرنسي والثاني رجل أمن، كما عَثرت قوات الأمن على خمس جثث لأشخاص مجهولي الهوية في ضواحي مدينة ، في ما يعكس مجددا الفوضى التي تعيشها البلاد منذ سقوط نظام معمر القذافي.
وفي طرابلس اقتحم عشرات المتظاهرين الذين كان بعضهم مسلحا يوم امس اقتحموا مقر المؤتمر الوطني العام اعلى سلطة سياسية وتشريعية في ليبيا، مطالبين باستقالة النواب، ما ادى الى اصابة نائبين بالرصاص.
ويطالب المتظاهرون بحل المؤتمر العام ويحتجون على خطف متظاهرين ممن شاركوا يوم السبت في اعتصام امام مقر المؤتمر بوسط العاصمة الليبية.
واثار قرار المؤتمر العام تمديد ولايته حتى كانون الاول/ديسمبر 2014 استياء عدد كبير من الليبيين. وتحت ضغط الشارع، قرر المؤتمر في الاونة الاخيرة اجراء انتخابات مبكرة لكنه لم يحدد موعدها حتى الان.
تعرض مقر المؤتمر العام عدة مرات لاقتحام من قبل متظاهرين احيانا مسلحين، للاحتجاج على قرار للمؤتمر العام او ضد الحكومة. وتمت مناقشة امن المقر والنواب في المؤتمر من دون التوصل الى حل جذري للمشكلة.
وفي بنغازي، قال الشرع ان المهندس الفرنسي “قتل برصاص مسلحين مجهولين وسط مدينة بنغازي”، مشيرا الى انه “تلقى ثلاث رصاصات في جسده في منطقة رأس عبيدة وتم نقله الى أقرب مستشفى إليه وهو مستشفى الجلاء، لكنه فارق الحياة قبل وصوله”. واضاف ان “سائقه الجزائري الجنسية نجا من الحادثة”.
وقال مصدر مسؤول في مركز بنغازي الطبي لوكالة فرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه أن “ريال هو أحد العاملين مع شركة فرنسية متعاقدة مع ليبيا لإتمام مراحل مركز بنغازي الطبي الإنشائية والتقنية والطبية”.
واوضح الشرع ان “تحقيقات فتحت في الحادثة وتبين وفقا لنتائجها الأولية أنه يعمل في الشركة ضمن مسؤولي الأمن الصناعي المدنيين”.
وكانت ليبيا تعاقدت مع الشركة الفرنسية في عهد القذافي الذي سقط إثر ثورة 17 شباط/فبراير 2011، في اطار اتفاقية بين ليبيا وفرنسا في المجال الطبي قضت بتزويد مركز بنغازي الطبي بعدة أطباء واستشاريين إضافة إلى الشركة المنشئة.
ومركز بنغازي الطبي هو من أكبر المستشفيات الليبية على الإطلاق، ويتكون من ثلاثة أبراج بسعة 1200 سرير تم تشغيل برج واحد منها بعد الاتفاقية الليبية الفرنسية.
من جهة اخرى، تحدث المصدر نفسه عن مقتل “عنصر أمني يعمل في جهاز الإسناد الأمني” في انفجار عبوة ناسفة الصقت بسيارته. وقال ان “عمران جمعة العبيدي الذي يفوق عمره الخمسين سنة وصل إلى المركز الطبي وقد فارق الحياة بعد ظهر الأحد”. وأضاف أن “العبيدي توفي متأثرا بجروحه البليغة نتيجة انفجار عبوة ناسفة ألصقت أسفل سيارته في منطقة السلماني وسط مدينة بنغازي”.ر إلى أن “ظروف مقتل هؤلاء الخمسة الذين يجري نقل جثثهم الى مركز بنغازي الطبي لا تزال غامضة، وملامحهم تدل على انهم ليبيون”.