دمشق، سوريا، 2 مارس، (آية الحسن، أخبار الآن) –

عمل الفتيات في المقاهي والمطاعم سببه الرئيسي تردي الأوضاع الاقتصادية وقلة فرص العمل وغلاء الأسعار إضافةً لفقدان الأمل بحدوث أي تغيير اقتصادي اجتماعي ممكن أن يحل أزمات البلد، وباعتبار أن المرحلة القادمة لا تحمل أية مؤشرات لحلول سياسية أو عسكرية فيجب على السوريين إيجاد الحلول البديلة والسريعة لتأمين مستلزمات العيش.

فتيات مدبرات ..
نحن من نتحمل المسؤولية في حال غياب المُعيل. تقول راما شابة في الثالثة والعشرين من العمر تخرجت حديثاً من جامعة دمشق، وقد فقدت والدها في الثورة وبقيت مع والدتها المريضة، وتتابع: “اضطررت للعمل في إحدى مقاهي مدينة دمشق لأنني لم أجد عملاً أخر وأنا بحاجة للمال”. و”تغريد” ابنة السابعة عشر تركت الدراسة بسبب النزوح وعملت في إحدى المطاعم لتساعد في مصاريف أسرتها الكبيرة. “سمر” (ثلاثون سنة) جامعية وتنتظر وظيفة حكومية ولكنها بعد أن فقدت الأمل عملت محاسبة في إحدى مطاعم العاصمة، “نجاة” فتاة تعمل نادلة أيضاً في إحدى المقاهي تقول إنها تفضل العمل نادلة على أن تنتظر رحمة المؤسسات الخيرية التي لم تعد تغطي حاجات كل العائلات. وكذلك حال العديد من الفتيات العاملات في المقاهي والمطاعم. فهن لم تخترن العمل نادلات بل أُجبرن عليه بسبب أوضاعهن الاجتماعية والأسرية.

لم نجد فرصة عمل مناسبة ..
باعتبار أن العقود السنوية والعقود الموسمية التي كانت تقدمها المؤسسات الحكومية ودوائر الدولة قد توقفت بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة وما تعانيه الليرة السورية من انخفاض، إضافةً للتسريح شبه الدائم للموظفين الذي تقوم به المؤسسات الحكومية بحجة التأخر والغياب زد على ذلك بأن ما كان يسمى مكتب الشؤون الاجتماعية أو مكتب العمل قد أُغلق تماماً ولم يعد هناك أمل من إيجاد وظيفة حكومية مناسبة ودائمة فلم تعد أمام الفتيات إلا البحث عن فرصة للعمل في المؤسسات الخاصة التي أًغلق معظمها أو دمرت وأحرقت أو الأعمال الحرة التي لا يكاد دخلها يسد الرمق، ومع ذلك يعتبر إيجاد عمل حر أكثر سهولة ويسرًا وتداركاً مؤقتاً للفقر والحاجة.

رجال الأمن لم يتركونا ..
من المتعارف عليه بأن كل المطاعم والمقاهي ومقاهي الانترنت في دمشق أصبحت تحت سيطرة الأمن وأي مشتبه به يدخل إلى مقهى يصبح إلقاء القبض عليه أمرًا سهلاً، ففي حديث مطول لنا مع “رولا” وهي نادلة إحدى المقاهي مع ثلاث فتيات أخريات تخبرنا بأن رجال الأمن كل فترة يأتون إلى المقهى ويطلبون المشروبات دون دفع الحساب طبعاً، ومرة دخلوا بسرعة ودفعوا الباب وسألوا عن أحد العمال مما أثار الرعب والذعر في نفوس الجالسين في المقهى، دون أن يدركوا أن مثل هذه التصرفات تؤثر على مدخول المقهى وبالتالي يؤثر على مدخول الموظفين فيه.
لم يبق للمواطن السوري فرصة للتنفس بعد تردي الأوضاع الاقتصادية بشكل مستمر ودائم فعدم إيجاد فرصة عمل هو السبب الوحيد الكفيل بأن يجعل آمال المواطن وأحلامه تذهب هباء الريح في الوقت الذي نرى أن وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في حكومة الأسد لا تترك مناسبة ثقافية فنية إلا وتحضر فيها لتذكر العالم بأن الدولة مازالت محافظة على وجودها وثقلها ومتابعة في طريق محاربة الإرهاب.